وصل عدد قتلى الاحتجاحات اﻹيرانية إلى 41 شخصاً حتى تاريخ أمس اﻷحد، وذلك وفقاً لما أقر به التلفزيون الرسمي اﻹيراني، فيما تغيب اﻹحصاءات المستقلة والدقيقة، وسط استخدام الشرطة واﻷمن ﻷقصى درجات العنف، بما في ذلك إطلاق الرصاص بشكل مباشر على المحتجين.
وكانت الاحتجاحات اندلعت في 16 أيلول عقب وفاة “مهسا أميني”، أثناء احتجازها لدى الشرطة بـ”طهران” بسبب “ارتداء ملابس غير محتشمة”، ما أدى لخروج مظاهرات غاضبة هي الأوسع منذ عام 2019.
وترجّح منظمة “إيران هيومن رايتس” غير الحكومية المعارضة التي تتخذ مقراً في “أوسلو”، سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلاً خلال قمع التظاهرات، وفقاً لما نقلته عنها صحيفة “إندبندنت“.
من جانبها؛ أفادت منظمة “نت بلوكس” غير الحكومية التي تعنى بمراقبة أمن الشبكات وحرية الإنترنت بأن تطبيق “سكايب” أصبح الآن مقيداً في إيران، في إطار الحملة على الاتصالات التي استهدفت آخر المنصات مثل “إنستغرام” و”واتساب” و”لينكدإن”.
وأعلن قائد شرطة محافظة “كيلان” الجنرال “عزيز الله مالكي” عن “اعتقال 739 من مثيري الشغب بينهم 60 امرأة” في المحافظة، وفق وكالة “تسنيم” للأنباء.
واعتقلت قوات الأمن عدداً من النشطاء والصحافيين، وأفاد “شريف منصور” من لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة عن توقيف 11 صحافياً منذ الاثنين الماضي، بينهم “نيلوفر حميدي” من صحيفة “شرق” الإصلاحية الذي كتب عن وفاة “أميني”.
وأكد وزير الداخلية الإيراني “أحمد وحيدي” أن “أميني” لم تتعرض للضرب، ونقل عنه الإعلام الإيراني قوله إن “نتائج الشواهد العينية والمحادثات مع الموجودين في مكان الحادثة وتقارير الأجهزة المعنية وسائر التحقيقات الأخرى أظهرت أنه لم يكن هناك ضرب واستخدام للعنف”.
واتهم المتظاهرين بأنهم “عملاء للولايات المتحدة والدول الأوروبية والمجموعات المعادية للثورة”، فيما توعدت وزارة الداخلية، بأنها “ستواصل التصدي لأعمال الشغب… مع التزامها الكامل القواعد القانونية والإسلامية”.
وعلى الرغم من إطلاق قوات الأمن الإيرانية الرصاص الحي على المتظاهرين فإن الاحتجاجات الليلية لا تزال تعم أرجاء مختلفة بالبلاد، وقد خرجت مظاهرات واسعة خلال الليلة الماضية، وفقاً للصحيفة.
واخترق قراصنة موقع وكالة “فارس” للأنباء التابعة للحرس الثوري والتي تعد من أبرز المؤسسات الإعلامية التابعة للنظام وتتخذ مواقف حادة من الحراك القائم في البلاد.
وكان مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” أدان “قرار السلطات الإيرانية تقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل صارم وتعطيل منصات الرسائل السريعة” ما يشكل “انتهاكاً فاضحاً لحرية التعبير”، وهو ما احتجت عليه إيران واستدعت على إثره سفيري “بريطانيا” و”النرويج”.