وجّه فريق “منسقو استجابة سوريا” رسالةً إلى المدنيين في شمال غرب سوريا، داعياً إلى أخذ الحيطة والحذر، من انتشار وباء “الكوليرا” الذي ظهر في وقت سابق بمناطق سيطرة “قسد” والنظام، وسط ضعف في اﻹمكانات لمواجهته.
وكان برنامج الإنذار المبكر في شمال محافظة حلب، أعلن صباح اليوم الاثنين عن تسجيل أول إصابة بمرض “الكوليرا”، بعد وصول رجل من ريف “جرابلس” إلى مشفى المدينة في ريف حلب الشرقي.
ووفقاً لممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، “إيمان الشنقيطي”، فإن انتشار المرض في سوريا مرتبط بتغير المناخ العالمي، فضلاً عن انخفاض تدفق نهر الفرات، والنقص الكبير في الوقود لتشغيل محطات الطاقة، وهشاشة البنية التحتية للمياه والمرافق الصحيّة، خاصة في المناطق الريفية، والاعتماد على مصادر مياه بديلة وغير نظيفة.
وخصّت رسالة “منسقو الاستجابة” بالذكر اﻷهالي في المخيمات المنتشرة بالمنطقة، ودعت إلى “توخي الحذر الشديد فيما يتعلق بمرض الكوليرا”، مؤكدةً أن الوضع في المنطقة مهيأ بشكل خاص لانتشار المرض بشكل كبير، وأن “تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره”، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين “تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة”.
وضعٌ متردٍّ في المخيمات
شدّد الفريق، في بيان نشره اليوم، على تأمين الدعم اللازم للمخيمات، وخاصّةً فيما يتعلق بالمياه والعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي، بالنظر إلى انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناتهم.
كما طلب “منسقو الاستجابة” من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة التحرك بشكل عاجل لاتخاذ إجراءات الوقاية من مرض “الكوليرا” ضمن المخيمات.
مفوضية “شؤون اللاجئين” تُطلق تحذيراً بشأن “قافلة النور” للهجرة إلى أوروبا
وكانت اﻷمم المتحدة حذّرت منذ أيام من خطر كبير على سوريا جراء انتشار الوباء، داعيةً الدول المانحة إلى تأمين المزيد من التمويل العاجل لاحتواء تفشي المرض ومنعه من الانتشار.
وتبلغ نسبة المخيمات المخدّمة بالصرف الصحي في شمال غرب سوريا 37% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع، في ظل غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 43% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 590 مخيماً ، ويتوقع زيادة أعدادها نتيجة توقف المشاريع الخاصة بها، وفقاً للفريق.