شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية، اليوم السبت، على ريف إدلب بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على ريف حلب الغربي، في حين دخلت قافلة مساعدات إغاثية إلى الشمال السوري، قادمة من مناطق سيطرة النظام.
وقال مراسل “حلب اليوم”، إن الطائرات الحربية الروسية نفذت أكثر من 4 غارات جوية على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، ما أثار حالة من الهلع لدى أهالي المنطقة.
من جانبه، أوضح الدفاع المدني السوري في منشورٍ له على حسابه في موقع “فيسبوك”، أن القصف الجوي الروسي استهدف منشرتين لقص الأحجار على أطراف قرية حفسرجة غربي إدلب، ما أسفر عن إصابة عامل بجروح، كما استهدفت غارات محملة بقنابل عنقودية أحراشاً في المنطقة.
وتزامنت الغارات الروسية، مع استهداف قوات النظام والميليشيات المساندة لها بأكثر من 40 قذيفة مدفعية وصاروخية على قريتي كفرتعال وكفرعمة شرقي مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، دون تسجيل خسائر بشرية، واقتصرت الأضرار على المادية، حسب مراسلنا.
وترافق ذلك مع دخول 16 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي “WFP” محملة بالمساعدات الإغاثية من معبر الترنبة – سراقب شرقي محافظة إدلب إلى مناطق الشمال السوري، وتوجهت نحو مستودعات المنظمة شمالي إدلب، حسبما أكد مراسلنا.
“منسقو الاستجابة” يعلق على دخول المساعدات من مناطق النظام
أعرب فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيانٍ له، عن استغرابه بأن تسمح فصائل المعارضة بدخول تلك القوافل بالتزامن مع الغارات الجوية، معتبراً أنه يجب منعها بشكلٍ كامل نتيجة القصف الجوي الروسي.
وأضاف الفريق: “أما الحديث عن أن القرار هو قرار دولي فقط ويجب تطبيقه بشكل فعلي، فنذكر أن تلك القوافل يمكن الاستغناء عنها بشكل كامل وخاصةً مع دخول قافلتين خلال 9 أسابيع من تطبيق القرار”.
كما لفت إلى أن تلك المساعدات تُحقق نوعاً من الاستقرار المعيشي للمدنيين في المنطقة، حيث يعاني أكثر من 58% من العائلات من استهلاك غذائي محدود أو ضعيف نتيجة التآكل المستمر للقوة الشرائية، في حين لجأت أكثر من 77% من العائلات إلى شراء الطعام بالدين بسبب نقص المال، وترتفع النسبة إلى 84% لدى النازحين ضمن المخيمات.
فيما اضطرت أو ستضطر أكثر من 22% من العائلات إلى خراج الأطفال من التعليم والزج بهم في المهن المختلفة، بغية تأمين مصدر دخل إضافي لتأمين جزء من احتياجات الأسر الأساسية، فضلاً عن تخفيض أكثر من 66% من العائلات عدد الوجبات الغذائية اليومية، لتخفيف الإنفاق المالي لديها، وذلك للحصول على موارد إضافية لمواد التدفئة والمياه.
وأكد الفريق أن النساء بشكل خاص الفئة الأشد تضرراً من الناحية المالية وخاصة مع وجود 30% منهم لا يتوفر لديهم أي دخل لإعالة أسرهن، مشيراً إلى أن سعر سلة الغذاء المعيارية الكافية لإطعام أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر واحد وصل إلى نحو 85 دولار أمريكي (1547 ليرة تركية) بزيادة قدرها 147 ليرة عن شهر آب الماضي، وهو ما يستهلك 46% من راتب عامل مياومة لمدة شهر كامل.
وفي 4 من الشهر الماضي، دخلت شاحنات محملة بالمساعدات اﻹغاثية من معبر الترنبة – سراقب، قادمةً من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، حيث قال برنامج الأغذية العالمي حينها، إن المساعدات الموزّعة على 14 شاحنة، تعتبر “مُكملةً للمساعدات المقدمة عبر الحدود، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2642 الصادر في 12 يوليو/ تموز الماضي.