تستمر الانتهاكات بحق سكان البادية السورية من قبل الميليشيات المدعومة إيرانياً من جهة، وعناصر “تنظيم الدولة” الموجودين في ريف حمص الشرقي من جهة أخرى، وسط حالة من الاستياء التي أصابت “البدو” الذين يجبرهم نمط معيشتهم الخاص على العيش بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان سعياً وراء أرزاقهم التي امتهنوها منذ مئات الأعوام.
مراسل “حلب اليوم” في حمص أفاد بتعرض عدد من رعاة المواشي قبل يومين للاعتقال، على يدّ عناصر من تنظيم الدولة بتهمة نقل معلومات عن تحرك مقاتليها لصالح الحواجز العسكرية المتواجدة في منطقة جبل العمور وجبل المسحا التابعة لميليشيا لواء فاطميون.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه الانتهاكات من قبل الميليشيات المدعومة من قبل إيران، من خلال التضييق على “البدو” الباحثين عن أماكن وفيرة العشب لرعاية مواشيهم، لا سيما المتاخمة لمحمية التليلة التي حولتها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني لمعسكر خاص بها لتدريب وتأهيل عناصرها.
مصدر محلي من قرية خربة الموح بريف حمص الشرقي، قال إن عناصر الدوريات الإيرانية تعمل على منعنا من الاقتراب نحو المحمية التي اعتدنا التوجّه إليها خلال هذه الفترة من كل عام، وهددت باعتقال واستهداف المخالفين للتعليمات الصادرة عنها في حال اقتربنا من أسوار المحمية بمسافة لا تقل عن ثلاثة كيلو مترات.
وأضاف المصدر أن الدوريات الأمنية التي تجوب المنطقة المحيطة بمعسكر التليلة تتهم البدو ورعاة المواشي برصد مواقع تمركز مقاتليها، تمهيداً لاستهدافها من قبل عناصر تنظيم الدولة الذي يصعّد بين الحين والآخر من عملياته المباغتة ضدّ القوات الإيرانية موقعاً في صفوفه خسائر متتالية بالعتاد والأرواح.
وما بين مطرقة تنظيم الدولة وسندان الميليشيات المدعومة من قبل إيران، يقف أبناء “البدو” على صفيح ساخن خشية الاعتقال والتعذيب تارة، والقتل من خلال استهدافهم بالرصاص بشكل مباشر تارة أخرى بحجة مخالفة التعليمات.
وفي ظل حالة الاستياء والتضييق المعيشي على أبناء مناطق ريف حمص الشرقي الذي بات يخضع لهيمنة ميليشيا الحرس الثوري وحليفه حزب الله، اضّطر العديد من “البدو” لمغادرة المنطقة وبيع ما يملكون من المواشي للحفاظ على أرواح عائلاتهم من أي خطر، في ظل عدم وجود أي سلطة لقوات النظام العاجزة أصلاً عن حماية مواقعها من هجمات التنظيم، وفقاً لمراسلنا.