أعلنت خارجية الولايات المتّحدة اﻷمريكية عن تخصيص مبلغ 756 مليون دولار “إضافي” لتقديم “مزيد من المساعدات الإنسانية” في سوريا، ليتجاوز المجموع الكلي حاجز المليار ونصف، خلال أشهر، فيما أكدت منظّمة محليّة أن معظم اﻷموال اﻷمريكية تذهب لدعم مناطق سيطرة “قسد”، باﻹضافة إلى النظام.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من اجتماع لمجلس اﻷمن الدولي خُصّص لمناقشة الحاجات اﻹنسانية في سوريا، حيث أشار مسؤولون أمميون إلى خطورة وصعوبة اﻷوضاع، وضرورة زيادة اﻷموال المقدّمة من قبل المانحين الدوليين.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس غرينفيلد”، في اجتماع أمس، إن بلادها تجدد “التزامها الثابت تجاه الشعب السوري”.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن”، في بيان للصحفيين، اليوم الخميس، أنّ المبلغ المذكور هو من أجل “احتياجات النازحين الملحّة”، ويضاف إلى 808 ملايين دولار أخرى تمّ الإعلان عنها في وقت سابق من العام الجاري.
ودعا “بلينكن” إلى عقد “اتفاق دولي يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في سوريا عبر الحدود مع تركيا”، مؤكداً أن المعبر الحالي هو “شريان الحياة لملايين الأشخاص في سوريا”، بما يساعد في “ضمان أنّ المساعدات المنقذة للحياة، والتي تشمل أغذية وأدوية ومواد ضرورية أساسية أخرى، تصل بالفعل إلى الناس في جميع أنحاء شمال غربي البلاد الذين يعتمدون على هذه المساعدة للبقاء على قيد الحياة”.
واعتبر الوزير اﻷمريكي أنّ الولايات المتّحدة “تبقى أكبر مانح في العالم للمساعدات الإنسانية لسوريا”.
استجابة سوريا: الدعم الفعلي هو لـ”قسد” وتمويل العمليات العسكرية للنظام
أوضح فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان نشره اليوم، أن المنحة اﻷمريكية ستسهم بتوفير المياه النظيفة والغذاء وإمدادات النظافة والمأوى وخدمات الحماية والمساعدة الصحية والتغذوية، فضلاً عن دعم برامج “التعافي المبكر” في جميع أنحاء البلاد.
اﻷمم المتحدة تكشف عن أضرار بالغة في مطار دمشق الدولي
وأشار إلى أن مجموع التعهدات الأمريكية خلال العام الحالي وصل إلى أكثر من مليار ونصف دولار أمريكي.
كما أكد “منسقو استجابة سوريا” أن الدول المانحة لم تستطع خلال السنوات السابقة توضيح آلية صرف التعهدات المقدمة من قبلها والتي يذهب أكثر من 60% منها كرواتب للموظفين الأمميين، مع العلم بوجود فروقات هائلة بين الموظفين الدوليين والموظفين السوريين العاملين في المنظمات الدولية.
وأشار الفريق إلى أن “المشاريع التي أثبتت فشلها من خلال الوقائع الموجودة سواء في سوريا عامة أو في مناطق شمال غرب سوريا”.
ونوّهت إلى أن “أغلب التعهدات الأمريكية توجه باتجاه مناطق شمال شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية”، فيما يدعو “منسقو استجابة سوريا” لتمويل احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات المنتشرة في شمال غرب سوريا.
وأكد على وجوب “تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لكافة السوريين بغض النظر عن مكان وجودهم”، وعلى أن “يعي المجتمع الدولي أن ما يقدم لمناطق النظام، يذهب بالمجمل إلى تمويل العمليات العسكرية، إضافة إلى تمويل ودعم الموالين للنظام حصراً”.
وكان مسؤول بالخارجية اﻷمريكية أكد في تصريح له منذ أيام، أن بلاده ملتزمة بزيادة “الدعم اﻹنساني” لمنطقة شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة “قسد”.