أكّدت شركة إسرائيلية متخصصة في مجال صور الأقمار الصناعية على تقرير سابق نشرته منذ أيام، حول قيام روسيا باسترجاع بطارية لصواريخ إس-300 المضادة للطائرات من سوريا، على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، والمستمرة منذ شهر شباط/ فبراير الماضي.
وكانت الشركة التي تعمل أيضاً في مجال الاستخبارات الفضائية “إيمدج سات إنترناشيونال” قد نشرت صوراً يوم السبت الماضي، تُظهر أن نظام “إس-300” الموجود في شمال غرب سوريا قد تم تفكيكه خلال الأسابيع الأخيرة، وشحنه من ميناء طرطوس باتجاه اﻷراضي الروسية.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن الشركة نفسها، اليوم الثلاثاء، أن المنظومة وصلت بالفعل إلى ميناء روسي بالقرب من شبه جزيرة “القرم”، في “محاولة على ما يبدو لتعزيز دفاعاتها الجوية في الحرب مع أوكرانيا”.
وكانت “إيميدج سات إنترناشيونال” والتي تعرف اختصاراً باسم (آي.إس.آي) قد نشرت صوراً تظهر وجود بطارية إس-300 في منطقة “مصياف” في نيسان/أبريل الماضي، وصوراً أخرى للموقع بعد خلوه منها في 25 آب/أغسطس الحالي عقب نقل مكوناتها إلى ميناء طرطوس.
ويأتي ذلك بالتزامن مع شنّ الطيران اﻹسرائيلي غارات هي اﻷعنف حتى اﻵن، في منطقة “مصياف” و”طرطوس” على الساحل السوري.
وأظهرت صور منفصلة مكونات البطارية على رصيف في طرطوس في الفترة ما بين 12 و 17 آب/أغسطس، وبحلول 20 من الشهر نفسه، كانت قد غادرت سوريا بصورة نهائية، حيث خلصت الشركة إلى أنها شُحنت على متن السفينة الروسية “سبارتا 2” التي غادرت طرطوس إلى ميناء “نوفوروسيسك” الروسي على البحر الأسود، ووصلت عبر مضيق “الدردنيل” في تركيا.
كما أظهرت الصور أن مكون “الرادار” الخاص بالبطارية إس-300 نُقل منفرداً من قاعدة “مصياف” إلى قاعدة “حميميم” الجوية بمحافظة اللاذقية على الساحل السوري، ورجّح محللو الشركة أن حجمه ووزنه دفعا الروس إلى شحنه جواً بطائرة نقل “إليوشن-76”.
مؤشّر على خسائر كبيرة للروس
ذكرت “رويترز” أن وزارة الدفاع الروسية رفضت التعليق على الأمر، واعتبرت الوكالة أنه “إذا تأكد نقل الصواريخ فستكون تلك إشارة إلى تحرك روسي مهم لتعزيز الدفاعات بالقرب من مسرح العمليات في أوكرانيا، حيث تعرضت قواتها لهجمات مدمرة في الأسابيع الماضية”.
ويشار إلى أن إحدى تلك الهجمات، دمرت ثماني طائرات حربية روسية هذا الشهر في سلسلة انفجارات بقاعدة جوية بشبه جزيرة “القرم”، والتي امتنعت أوكرانيا عن اﻹدلاء بتصريحات حولها.
وقالت الشركة إن السبب على اﻷغلب هو تعزيز الدفاعات الجوية التي “تضررت جراء الحرب المستمرة في أوكرانيا” منذ مايقرب من نصف عام.
ومايزال الروس يحتفظون حتى الآن بمنظومة الدفاع الجوي من طراز “إس-400” اﻷكثر تطوراً، لحماية قواعدهم في سوريا، حيث يتركّز وجودها في “طرطوس” ومنطقة الساحل السوري.
ورغم أن روسيا قدّمت منظومة الدفاع الجوي المتقدم “إس-300” للنظام مجاناً منذ عام 2018، إلا أنها لم تستخدم مطلقاً رغم كلّ الغارات اﻹسرائيلية واﻷمريكية على مواقع قوات اﻷسد والميليشيات اﻹيرانية.
وكانت روسيا قد نشرت نظام الدفاع الجوي في سوريا عقب إسقاط طائرة تجسس تابعة لها “خطأً” من قبل قوات النظام أثناء وقوع غارة للطيران الإسرائيلي على الساحل السوري، حيث لقي 15 شخصاً من أفراد الطاقم الروسي حتفهم.