شهدت محافظة درعا خلال الأشهر الأخيرة موجة هجرة جديدة، تعتبر الأكبر منذ أن سيطر النظام على المحافظة في تموز من عام 2018، وفقاً لما أفاد به مراسل “حلب اليوم”.
وقال مراسلنا إن الآلاف من أبناء محافظة درعا سلكوا طرق مختلفة خلال الأشهر الأخيرة بهدف الوصول إلى البلاد الأوروبية، هرباً من الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وأضاف مراسلنا أن الأيام القليلة الماضية شهدت خروج المئات من أبناء المحافظة إلى ليبيا ومن ثم إلى إيطاليا عبر البحر، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي قد تواجههم هناك.
وأشار مراسلنا إلى أن القسم الآخر لم يقتنع بالمخاطرة عبر البحر، ما دفعهم إلى الخروج إلى روسيا ومن ثم بيلاروسيا وبولندا وصولاً إلى ألمانيا، سيراً على الأقدام.
وأكد مراسلنا أن تكاليف الخروج من سوريا إلى البلاد الأوروبية وصلت اليوم إلى ما يقارب من ثمانية آلاف دولار أمريكي، ما يعادل 35 مليون ليرة سورية.
وتحدث “عبد الرحمن السليمان”، أحد وجهاء مدينة درعا، لـ”حلب اليوم” أن الهجرة من درعا إلى البلاد الأوروبية لم تتوقف منذ أن سيطر النظام على المحافظة، لكن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بالأعداد.
وأوضح “السليمان” أن هناك أشياء باتت ترافق موجة الهجرة الجديدة بشكلٍ كبير وهي لم تلاقي استحسان لدى الأهالي، من أبرزها خروج النساء، ومرافقة أبناء الأشقاء والشقيقات منهم لم يتجاوز العاشرة من العمر، بهدف لم شمل عائلاتهم بعد الوصول إلى أوروبا.
وأشار “السليمان” إلى أن هناك العشرات من العائلات عملت على بيع منازلها وباتوا دون مأوى، وأرسلوا أبنائهم إلى أوروبا للعمل على لم شمل العائلة كاملة.
يذكر أن محافظة درعا شهدت العديد من موجات الهجرة الى أوروبا منذ بداية الثورة السورية، لكن كانت أكبرها في أواخر عام 2015، حيث شهدت خروج الآلاف من أبناء المحافظة برفقة عائلاتهم، وفقاً لمراسلنا.