حكمت محكمة بريطانية بإزالة علاج التهوية طويلة اﻷمد المخصصة لفتاة سوريّة تبلغ من العمر ست سنوات، رغم أنّ ذلك قد يُعرّضها لخطر الموت، في رفض لالتماسات والديها.
وذكرت صحيفة evening standatd أن المتخصصين أخبروا القاضي “هايدن” أن الطفلة تحتضر من جراء حالة عصبية نادرة وغير قابلة للشفاء، لكنّ الزوجين السوريّين أرادوا أن تستمرّ ابنتهم في تلقي العلاج الداعم للحياة.
وقال الزوجان اللذان غادرا سوريا قبل ثماني سنوات وطلبا اللجوء السياسي في بريطانيا، إنه لا يجب أن يتم نقل طفلتهم إلى نظام الرعاية التلطيفية، حيث أرادوا الاعتناء بها باستخدام جهاز للتنفس، حتى تحصل على “تهوية طويلة الأمد”.
وكان علاج الفتاة يتم تحت رعاية صندوق مؤسسة NHS في “برمنغهام” المخصّص للنساء والأطفال.
وحكم القاضي “هايدن” يوم الأربعاء الماضي ضد الزوجين وخلص إلى أن العلاج الداعم للحياة يجب أن ينتهي، منوهاً بأن ما جرى كان “حدثاً مؤلماً تجب مراعاته”.
لكنه قال إن الأدلة أظهرت أنها كانت “خارج المساعدة الطبية” وأن الوقت قد حان لكي “يتعامل” والديها مع خطة الرعاية التلطيفية.
وقد انتهى القاضي من سماع الأدلة في محاكمة بقسم الأسرة بالمحكمة العليا في لندن في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث طلب منه الادعاء العام أن يقرر ما هي التحركات التي تصب في مصلحة الفتاة.
وقالت المحكمة إنه لا يمكن الكشف عن هوية الفتاة علناً، مع رفض والديها ذكر اسمها في وسائل الإعلام، لكنّ الصحيفة أوضحت أن الفتاة ولدت في لبنان بعد أن غادر والداها سوريا، ومرضت منذ حوالي أربع سنوات بعد وصولها إلى إنجلترا.
ولفت القاضي إلى أن وضع الفتاة “يتجاوز المساعدة الطبية”، مضيفاً بالقول: “لا أحد يستطيع أن يتخيل كيف يشعرون.. ليس هناك احتمال بأن التهوية يمكن أن تحقق أي فائدة طبية لها، ولا يوجد علاج يمكن أن يجعلها أفضل”.
وذكر أن اﻹجراءات التي يتمّ اتخاذها لعلاج الطفلة، “لا تتجاوز العبء المادي”، وأنه “حان الوقت الآن لكي يتعامل الوالدان مع خطة الرعاية التلطيفية”
وقالت Nageena Khalique QC من النيابة العامة، للقاضي، إن الفتاة لم تعد قادرة على المشي أو الجلوس أو الوقوف وقضت ثلثي عام 2022 في جهاز التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة.
وأضافت: “هذه حالة قاسية للغاية، لقد وصلنا الآن إلى مرحلة حيث لم تعد النيابة تعتقد أنه من مصلحة (الفتاة) الاستمرار في منحها دعم التنفس الصناعي، وختمت بالقول: “لا يوجد علاج”.
من جانبه؛ قال المحامي “إيان براونهيل” الذي قاد الفريق القانوني للوالدين، إن “الزوجين قبلا بأن ابنتهما لن تتعافى، لكنهما لم يتفقا على ضرورة فرض “سقف للرعاية”.
وقال والد الفتاة للقاضي إنه فهم وجهة نظر الأطباء، لكن ابنته ستكون “أكثر سعادة” في المنزل من خلال التهوية طويلة الأمد، منوهاً بأن عدم توفير التهوية لن يساعد وسيكون “خطيئة”، مؤكداً أن الفتاة تعرضت لنوبات عندما لم تكن على جهاز التنفس الصناعي.