أعرب وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، “عصام شرف الدين”، عن ثقته وتفاؤله بالوعود التي قدّمها له نظام اﻷسد بشأن عودة النازحين، أثناء زيارته اﻷخيرة إلى دمشق.
وكانت العديد من المنظمات الدولية واﻷمم المتحدة قد حذّرت حكومة لبنان من المضي في خطّتها المبنية على “تعهّدات” من نظام اﻷسد بعدم التعرّض للعائدين، فيما شدّدت “هيومن رايتس ووتش” على وقوع الكثير من حالات القتل والتعذيب للعائدين في سجون اﻷسد.
وخلال لقاءه بالرئيس اللبناني “ميشال عون” بقصر “بعبدا” قال “شرف الدين”، أمس الجمعة: إنه “لا يوجد شيء بيننا وبين سوريا يمنعنا من تنفيذ عملية ترحيل النازحين السوريين بطريقة آمنة وكريمة”، وفقاً لما نقله موقع “النشرة” اللبناني.
وأضاف: “يجب أن نفرّق بين نازح وبين يد عاملة وبين لاجئ سياسي، إذ أن الأخير موضوعه يختلف ومن هنا طالبنا المنظمات الدولية بالتدخل لأن لبنان لا يمكنه تحمل صراعات الدول الأخرى”.
وأشار الوزير اللبناني إلى وجود 480 “مركز ايواء شاغر في سوريا للنازحين”، معتبراً أن ما أسماها “الدولة السورية” مستعدة لبناء مراكز ايواء جديدة “إن لزم الأمر”.
وقال “شرف الدين” لعون أثناء اللقاء: “أنا متفائل”، عقب إطلاعه على نتائج زيارته لدمشق والمحادثات التي أجراها مع مسؤولي النظام، حيث “نقل تحية الوزراء والقيادة السورية” للرئيس اللبناني، ووضعه في “الأجواء الإيجابية التي لمسها”.
ولم يُنكر الوزير عدم وجود “جدول زمني” للخطة التي يدور الحديث عنها، لكنّه – رغم ذلك – تحدّث عن “تسهيلات وخدمات أبدت الدولة السورية استعدادها لتقديمها لعودة النازحين” على حد تعبيريه.
ومضى بالقول: “بحثنا تحديداً عدد مراكز الإيواء وقد تفاجأت، لأننا كنا نطالب عبر خطتنا التدريجية بعودة 15 الف نازح شهرياً، إلا أن معالي وزير الإدارة المحلية والبيئة، الذي طالب بعدم وضع سقف، أشار إلى أن لديهم حالياً 480 مركز إيواء شاغر وجاهز لاستيعاب 200 ألف نازح”.
ولفت إلى “الإيجابيات في هذا الإطار؛ بدءاً من العفو الرئاسي إلى التسهيلات عبر الاتفاقية الموقعة بين دولة روسيا الاتحادية وسوريا، والتي من خلالها ستقدم موسكو للنازحين الطبابة وكل ما يتعلق بالغذاء وبنىً تحتية لإنشاء مدارس ما يعوّض عن مساعدات مفوضية شؤون النازحين”.
واعتبر “شرف الدين” أن ما أسماها “الدولة السورية” أنجزت كل ما هو مطلوب منها للبدء بأسرع وقت ممكن بتطبيق خطة العودة بغض النظر عن موقف مفوضية شؤون اللاجئين وعن موقف الدول المانحة.
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين قد اعترضت على الخطة اللبنانية معلنةً عدم دعمها لها، نظراً ﻷنها “تخالف كافة اﻷعراف والقوانين الدولية”.