سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على المخاوف التي أثارتها تصريحات الحكومة التركية في نفوس اللاجئين السوريين، حول إمكانية إعادة التواصل مع نظام اﻷسد في سوريا، والتي تُضاف إلى مساعي الحكومة اللبنانية إعادة مليون ونصف المليون سوري تحتَ سلطة اﻷسد.
وقال تقرير الصحيفة إن الحديث عن التقارب التركي مع النظام “يترك اللاجئين السوريين في حالة خوف وترقب”، لافتاً إلى أن المعارضين في شمال سوريا ومناطق سيطرة “قسد” رفضوا عمليات التطبيع، وسط مخاوف من “تبادل سكاني كبير وعودة قسرية لملايين اللاجئين”.
ولفت التقرير إلى أن تصريحات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” اﻷخيرة بأن “الحوار السياسي أو الدبلوماسية لا يمكن وقفها بين الدول” هي “أوضح إشارة حول السياسة الجديدة التي باتت تركيا تنتهجها من نظام الأسد، بعدما كانت تركيا القائد الأبرز للإطاحة به قبل عقد”.
وأضاف أن الاتصالات المباشرة مع الأسد ليست محتملة في الوقت الحالي، إلا أنه من المتوقع استئناف الاتصالات بين المسؤولين الأمنيين، وقال “مسؤول أمني بارز في بيروت” للصحيفة: “ستكون على مراحل” و”الرسائل من تركيا واضحة، يريدون معالجة بي كي كي ولدى الأسد نفوذ عليهم ولأول مرة، وكل شيء يتم بوساطة من بوتين ولكن عليه ألا يدفع بشكل كبير”.
وأشارت الصحيفة إلى الغارات الروسية التي ضربت محافظة إدلب يوم اﻹثنين و”كانت الغارات الأشد منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا قبل ستة أشهر”، فيما “لم تُقابل بردة فعل من أنقرة التي تبدو في الأشهر القليلة الماضية قريبة من رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحل في سوريا”، وفقاً للصحيفة.
ورآى التقرير أن “أردوغان اقتنع بعدم شن توغل جديد في مناطق شمال- شرق سوريا التي تسيطر عليها قسد بعد لقاء له مع الرئيس بوتين في منتجع سوتشي، الشهر الماضي”، معتبراً أنه “بعد فشله في الحصول على موافقة من بوتين، لجأ أردوغان إلى الدبلوماسية” في الوقت الذي شنت فيه تركيا هجمات بالمسيرات شمال سوريا.
وربط التقرير بين موقف “أردوغان” اﻷخير، وبين العام الانتخابيّ الذي سيواجهه في 2023، حيث “باتت المشاعر المعادية للأجانب عاملاً مهماًّ”، كما أنه “يجد نفسه أمام أزمة اقتصادية خانقة ومشاعر سخط بين الأتراك” وفقاً للصحيفة.