أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أنه يهدف إلى إقامة “حزام سلام وتعاون” في محيط بلاده بدءاً من “الجيران الأقربين”، مشيراً إلى ضرورة إنهاء الصراعات في المنطقة بما فيها سوريا. فيما نفى وزير خارجيته “مولود تشاووش أوغلو” صحة الأنباء المتداولة عن لقاء مرتقب بين الجانبين في “شنغهاي”.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمس الإثنين خلال حفل تخريج ضباط؛ ونشرتها وكالة “اﻷناضول” صباح اليوم، إن تركيا “تتمتع بموقع جغرافي يحمل أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تتلاقى ثلاث قارات”، لافتاً إلى تأثرها بما يجري في محيطها من “الاضطرابات الداخلية المستمرة في أفغانستان منذ 40 عاماً، والصراعات في ليبيا واليمن، والظلم المتواصل في سوريا منذ 11 سنة، والتوترات في البلقان، والمجاعة في إفريقيا، ومحاولات إثارة الفتنة في القوقاز”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده “لا يمكن أن تغلق أبوابها ولا تكترث بما يحصل في سوريا وفلسطين والعراق واليمن وتركستان”، مضيفاً بالقول: “لا نكن العداء لأي بلد بل إننا نريد إقامة أفضل العلاقات مع كافة البلدان”.
وأكد أن بلاده وسعت نطاق عملياتها العسكرية من سوريا حتى العراق، وأنها “توجه أشد الضربات لتنظيم “بي كي كي PKK” في المناطق التي يشعر فيها بالأمان”، موضحاً أنها “أكثر دولة تأثرا بالتداعيات السلبية للأزمات المندلعة سواء في القارات الكبرى من العالم أو في بلدان الجوار”، خصوصاً مع تشارك “الروابط الثقافية والإنسانية”.
من جانبه قال “تشاووش أوغلو” في تصريحات نشرتها وكالة “رويترز” اليوم، إنه “لا يجب أن يكون هناك شروط مسبقة للحوار مع سوريا (نظام اﻷسد)”، محدداً هدفه بـ”عودة آمنة للاجئين وتنظيف البلاد من الإرهابيين وتأمين حدودها”.
ونفى الوزير التركي ما تداولته وسائل إعلام عن مساعٍ روسية لعقد لقاء بين أردوغان واﻷسد على هامش قمّة “شنغهاي” المرتقبة، قائلاً إنه “لا يوجد تخطيط لاجتماع هناك مع “الحكومة” في سوريا والأسد ليس مدعواً”.
وجدّد الحديث على وجود “حوار يجري بين أجهزة المخابرات في سوريا وتركيا” حيث تنظر في الدوافع وراء الاحتجاجات في سوريا، لافتاً إلى أن “النظام في سوريا لم يؤمن حتى الآن بالعملية السياسية”، وأن “عليه أن يؤمن الآن بأن البلد سينقسم بالقتال”.
وأضاف أنه “يجب اتخاذ خطوة من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا” موضحاً أن اللاجئين السوريين “يريدون العودة إلى منازلهم ولكنهم لا يستطيعون إما خوفاً من النظام أو بسبب عدم قدرته على تحسين الأوضاع المعيشية”.
يُذكر أن النظام لم يعلّق رسمياً على التصريحات التركية، لكن وسائل إعلامه ذكرت “شروطاً للحوار”، منها سحب القوات من الشمال السوري ووقف دعم الفصائل الثورية.