سلّطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على دور بعض صانعي المحتوى من الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، في دعم نظام اﻷسد والترويج لفكرة “الاستقرار” في مناطق سيطرته.
وقالت الباحثة في العلوم السياسية وحقوق الإنسان، صوفي فوللرتون، في مقال نشرته بالجريدة إن صانعي المحتوى هؤلاء يحاولون خلق صورة مفادها أن “سوريا ليست دولة في حالة حرب”، ويغطّون من خلال مقاطعهم على المجازر والمآسي التي وقعت للمدنيين.
لكنّها اعتبرت أن صانعي المحتوى “ساذجون” و”انتهازيون” لا مواقف سياسية لهم، وأن النظام يستغل ذلك، في “فكرة بارعة”، للترويج للسياحة حيث أن “معظم المؤثرين في السفر يعتبرون أنفسهم غير سياسيين، ويهتم جمهورهم بشكل أساسي بالمشاهد والأصوات والنكهات؛ النغمة التقليدية لمثل هذه الفيديوهات مبهجة، مع وجود مساحة صغيرة للتذكير بالمأساة”.
وذكر المقال على سبيل المثال ما قدّمته المدونة الأيرلندية للسفر “جانيت نيوينهام” في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث كانت تصور مقاطع فيديو لجولاتها في دمشق وحلب، دون أن تشير في “رسائلها المبهجة” إلى “حرب الأرض المحروقة” التي حدثت بدعم من إيران والقوات الروسية، حيث لا يزال أكثر من نصفه سكانها نازحين، و”البقية يرزحون تحت نفس الرعب الخانق الذي ألهمهم للانتفاض ضد النظام عام 2011″.
ولفتت إلى أن النظام حاول تجنيد صحفيين دوليين للمساعدة في إعادة تأهيل صورته، حيث دفع حمو الأسد، فواز الأخرس، أموالاً كثيرة لزيارة الصحفيين إلى دمشق ومقابلة كبار المسؤولين، بمن فيهم الأسد نفسه، لكنّ معظم المراسلين كتبوا نقداً عن تجربتهم، وهك1ا “تعلم النظام درسًا قيمًا: طالما يُنظر إليه من منظور سياسي، فإنه سيكافح من أجل الحصول على تغطية مواتية”. لذا فقد أدخل “مؤثر السفر”.
وفي حين أن “معظم المؤثرين يبدون غير مبالين بالفظائع الأخيرة في البلاد، فإن البعض لديهم شعور بالذنب الأخلاقي”، لكنّ بعضهم مثل الناشط في TikTok، “داود أخوندزادا”، يلقي باللوم على تدمير البلاد للجيش السوري الحر لحمله السلاح ضد النظام، حيث يقول: “نتيجة لذلك ، هذا ما تبقى” مشيراً إلى الأحياء المدمرة.
وختم المقال بالقول: “من الواضح أن هؤلاء المؤثرين لا يريدون التعامل مع الآثار السياسية والأخلاقية لسفرهم، لا يمكننا مراقبة ضمائر الناس، لكن يمكننا التساؤل عما إذا كانت الشركات الراعية لمثل هذه السياحة تنتهك العقوبات المفروضة على النظام بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان”.