شنّت صحيفة “الوطن” التابعة لنظام اﻷسد هجوماً لاذعاً على حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، بنيما تسعى اﻷخيرة لاستعادة علاقاتها مع النظام بوساطة وتنسيق من حزب الله وزعيمه حسن نصر الله.
واتهمت الصحيفة في تقرير نشرته تحت عنوان “حماس غدرت بالمقاومة وردت على العدوان بالبيانات” الحركةَ بأنها تقاعست عن واجبها بخلاف “حركة الجهاد الإسلامي”، خلال اﻷيام الثلاثة التي تعرّضت فيها “غزّة” للقصف.
وكان نصر الله قد أعلن في 22 من شهر تموز/ يوليو الماضي، أن حماس “لا تستطيع الانفكاك” عن المحور اﻹيراني الداعم لها، مؤكدا حرصه على إعادة علاقاتها مع النظام القائم في سوريا، وأن المسألة هي محلّ اهتمامه الشخصي، واصفاً المحادثات الجارية في هذا اﻹطار بأنها “إيجابية”.
وقالت “الوطن” في تقريرها الصادر أمس الإثنين، إن “حركة الجهاد الإسلامي وقفت وحيدة في مواجهة إسرائيل” فيما “كشفت أيام العدوان الإسرائيلي الثلاثة على قطاع غزة، عن تخلي كامل من قِبل حركة حماس المسيطرة على القطاع عن خيار الردّ على العدو الإسرائيلي، حيث اكتفت بإصدار البيانات المنددة والسعي للتوصل إلى تهدئة وبأي ثمن، من دون إطلاق صاروخ واحد باتجاه العدو”.
وتحدّثت عن تفرد “سرايا القدس” التابعة لـ”الجهاد اﻹسلامي” بـ”الدفاع عن أهل غزة”، معتبرةً أن قيادات “حماس” أدخلت الحركة في “سيناريوهات مماثلة لما فعلته في سوريا إبان الحرب عليها”.
ونقلت وكالة “الأناضول” في 22 حزيران/ يونيو الماضي عن “مصدر فلسطيني” تأكيده وجود “مرحلة جديدة من العلاقة بين الحركة والنظام”، في “تطوُّر جوهري على صعيد جهود استعادة العلاقة، تمثل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة، تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً” وبـ”جهود مضنية” من قيادة “حزب الله”، وهو ما أكده رئيس “مكتب العلاقات العربية والإسلامية” بالحركة، خليل الحية.
وكان المجلس اﻹسلامي السوري المعارض قد أعلن أنه طالب حماس خلال لقاء جمعهما في إسطنبول مطلع شهر تموز/يوليو، بالابتعاد عن نظام اﻷسد، داعيا الحركة إلى مراجعة موقفها، لكن اﻷخيرة لم تعلق على تلك الدعوة، فيما أعلن المجلس في بيان آخر بعد أيام إدانته الواضحة لـ”حماس” بسبب إصرارها على تجاهل نداءه.
يذكر أن “حماس” قطعت العلاقات مع نظام اﻷسد وأغلقت مكتبها في العاصمة دمشق، منذ عام 2011، على خلفية جرائمه بحقّ السوريّين.