أعلنت الحكومة اﻷوكرانية أن تركيا استجابت لطلبها بإيقاف سفينة روسية كانت تقوم بنقل القمح الذي “سرقه” الروس من أوكرانيا، بعد احتلال أجزاء واسعة منها، في ظل أزمة غذاء دولية سبّبها التدخل الروسي في أوكرانيا.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت عدة مناطق من جنوب وشرقي البلاد، وبدأت فور سيطرتها على ميناء بيرديانسك على البحر اﻷسود بنقل المخزونات الأوكرانية من الحبوب والقمح، بعد الاستيلاء عليها.
وقال السفير الأوكراني لدى أنقرة، فاسيل بودنار، في تصريحات لتلفزيون أوكراني نقلتها “رويترز”: إن الجمارك التركية احتجزت سفينة الشحن جيبيك جولي المعدّة لنقل البضائع، والتي تحمل العلم الروسي، وتحمل حبوبا مسروقة من بلاده.
وسيجري تحديد مصير السفينة الروسية خلال اجتماع للمحققين يُعقد اليوم، وقد أكد “بودنار” وجود تعاون كامل بين كييف وأنقرة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن السفينة راسية حاليا في مدخل ميناء كاراسو، والجمارك التركية تحتجزها منذ أمس اﻷحد.
وفيما لم تعلّق السلطات التركية على اﻷنباء فقد أكّد السفير الأوكراني أنه يأمل في أن تقوم أنقرة بمصادرة الحبوب على متن السفينة، لكونها من حق بلاده.
عملية سرقة منظمة
جدّدت وزارة الخارجية الأوكرانية يوم الخميس الماضي التأكيد على وجود أدلة قاطعة لديها بسرقة موسكو لحبوبها من جنوب شرقي البلاد، مطالبة تركيا بوقف السفن التي تنقل تلك المسروقات.
وقالت الخارجية في رسالة إلى أنقرة إن السفينة جيبيك جولي التي تبلغ حمولتها 7146 طنا حُمّلت بشحنة تبلغ نحو 4500 طن من الحبوب الأوكرانية من ميناء بيرديانسك على البحر اﻷسود وغادرته يوم الخميس.
وطلب مكتب النائب العام الأوكراني من وزارة العدل التركية احتجاز السفينة، “لأن الأمر يتعلق بتصدير غير قانوني للحبوب”، مؤكدا أنها مملوكة للحكومة اﻷوكرانية.
ويأتي ذلك بعد أسبوعين فقط من إعلان مرصد البوسفور المختص بمراقبة حركة الملاحة البحرية في مضيق البوسفور (مضيق إسطنبول) الواصل بين البحر اﻷسود وبحر مرمرة، عن عبور سلع مسروقة من أوكرانيا على متن سفينة تابعة لنظام الأسد، حيث غطى اﻷخير بذلك جزءا من عجز خزينته من القمح.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية منذ أيام السيطرة على مصفاة ليسيتشانسك في إقليم لوغانسك، وهي ثاني أكبر مصافي للنفط في أوكرانيا، ما يعني أننا سنكون أمام مزيد من النهب المنظّم لثروات البلاد.
الدور التركي
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة الماضي، أن بلاده يمكنها أن تعيد تصدير الحبوب كالقمح والشوفان والشعير من البحر الأسود الذي يشهد عمليات عسكرية، إلى السوق العالمية، بموجب اتفاق مع موسكو وكييف.
وكان وزيرا خارجية تركيا وروسيا قد أجريا نهاية الشهر الماضي محادثات موسعة في أنقرة لبحث الملف، ورغم إعلانهما عن بداية التوصل إلى توافق، إلا أن اﻷزمة لا تزال مستمرة، متسببةً بآثار سلبية على معظم دول العالم.
وقال أردوغان إن بلاده جهّزت 20 سفينة للمشاركة في نقل الشحنات حال التوصل إلى اتفاق، وسط دعم غربي لموقف أنقرة.
يذكر أن أوكرانيا هي أحد أكبر مصدري القمح في العالم، وقد أدى تراجع شحنات القمح اﻷوكراني المصدر إلى غلاء عالمي دفع الأمم المتحدة للتدخل من أجل فتح “ممر آمن” لشحنات الحبوب.