أطلق شاب النار على نفسه داخل سيارته، في مدينة اللاذقية، أمس اﻷحد، في ظاهرة باتت واسعة الانتشار بمختلف أنحاء البلاد، مع تدهور اﻷوضاع العامة وتصاعد معدلات الفقر والضغط النفسي والاجتماعي.
وعثر السكان في المدينة على شاب ثلاثيني ميتا داخل السيارة، ظهر أمس، ليقوموا بإبلاغ الشرطة المدنية، وفرع الأمن الجنائي باللاذقية، وفقا لبيان نشرته وزارة داخلية النظام، على صفحتها بموقع “فيس بوك”.
وقالت الوزارة إن الرجل “أقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه من مسدس حربي، أثناء تواجده ضمن سيارته نوع كيا ريو بحي مشروع الصليبة.. ويدعى (مفيد – ش) من مواليد 1984”.
ولم يحدّد المصدر ملابسات الحادثة، إلا أن المعلومات الأولية أكدت أنه “أطلق النار على نفسه باتجاه الصدر من مسدس حربي كان بحوزته”، كما أن كاميرات المراقبة دعمت صحة المعلومات.
وكانت اللاذقية قد شهدت في نيسان/أبريل الماضي حادثة مشابهة، حيث انتحر الكاهن جورج حوش بإطلاقه الرصاص على نفسه داخل كاتدرائية مارجرجس للروم الأرثوذكس.
ظاهرة لافتة
تعاني كافة المناطق السورية من ظاهرة ارتفاع معدلات الانتحار، سواءً في مناطق سيطرة نظام اﻷسد وميليشياته، أو الشمال الغربي أو الشمال الشرقي.
وتشهد محافظة إدلب وريف حلب حوادث متكررة، حيث أحصى فريق “منسقو استجابة سوريا”، وقوع 33 حالة انتحار منذ بداية العام الحالي، مرجعا الأسباب إلى الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر والاستخدام السيّئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدّرات والتفكّك الأسري.
وفي مناطق سيطرة قسد شرقي الفرات، يتم تسجيل حالات انتحار بشكل متكرر، أغلبها لشبان ومراهقين، لكن غياب اﻹحصاءات الدقيقة يحول دون معرفة اﻷرقام الحقيقية.
من جانبها أعلنت هيئة الطب الشرعي التابعة لحكومة نظام اﻷسد وقوع 45 حالة انتحار في عموم مناطق سيطرة النظام منذ بداية العام الجاري.
فلتان أمني وتدهور في الوضع العام
يشهد الساحل السوري حالة من الفوضى جراء انتشار السلاح والميليشيات المرتبطة بالنظام، وعصابات السرقة والخطف وترويج وتهريب المخدرات.
وقبضت شرطة النظام، أمس اﻷحد، على مجموعة من المهربين الصغار، في مدينة جبلة بريف اللاذقية، وأوقفتهم بعد إسناد عدة تهم إليهم.
وقد اشتبهت دورية الشرطة في حي “النقعة” بجبلة في شخص على متن دراجة نارية، ولدى الاقتراب منه حاول الممانعة مهدداً بفتح قنبلة، ليتبيّن أن الدراجة التي بحوزته مسروقة.
وعُثر معه على كفي حشيش مخدر زنة ( ٤٠٠ ) غرام و( ٢٢٠ )حبة كبتاغون مخدرة و”موس كباس”، وبخاخ مسيل للدموع، كما تبين أنه محكوم سابقا ومطلوب بعدة جرائم منها ترويج المواد المخدرة، وتشكيل عصابة سرقة بقوة السلاح، وفقا لبيان الشرطة.
وقاد التحقيق مع الموقوف اﻷول إلى توقيف (حسين . ح) من المدينة نفسهل، حيث كان يقود ميكروباص ضمن كراج جبلة وعثر ضمنه على حبوب مخدرة ( 67حبة هيكزول و 73 حبة كبتاغون) وقبضة حديدية.
كما أدلى الموقوفان بمعلومات أوصلت التحقيق إلى شخص ثالث يدعى (محمد . ع) والذي أُلقي القبض عليه وبالتحقيق معه اعترف بشراء الحبوب المخدرة من المقبوض عليه (حسين) بقصد التعاطي.
وكانت المجلة الألمانية “دير شبيغل” قد كشفت في تحقيق نشرته منذ أسبوعين تفاصيل تورط بشار اﻷسد شخصيا ونظامه وقواته ومقربين منه في تجارة الكبتاغون، وهو ما أكدته صحيفة “لوموند” في تحقيق سابق مطلع العام الحالي.