ردّت اﻷمم المتحدة على الانتقادات التي وجّهت لها بسبب دعمها لمؤسسات تابعة لنظام اﻷسد، مبرّرة ذلك بأنه ﻷسباب ودواعٍ “إنسانية” على الرغم من وجود تقارير أممية سابقة تؤكد سيطرة النظام وميليشياته على تلك المساعدات.
وكان إعلام نظام اﻷسد قد كشف عن قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بتقديم مبلغ مليون دولار أمريكي لصالح تأهيل مصنع الخميرة في محافظة حمص، وسط البلاد، وهو مجرّد مثال على حالات كثيرة مشابهة.
وقال البرنامج في تبريره إن ذلك يأتي في سياق “سلسلة من التدخلات الإنسانية المتكاملة، لتعزيز سلسلة القيمة من القمح إلى الخبز” منوهاً في بيان نشره موقع الأمم المتحدة، أمس اﻷربعاء، إلى أن انعدام الأمن الغذائي في سوريا وصل إلى مستوى تاريخي، وسط دوامة اجتماعية واقتصادية متدهورة.
وأشار البيان إلى أن النظام الغذائي للأهالي في تلك المنطقة يعتمد بشكل كبير على الخبز المصنوع من القمح الذي تأثرت إمداداته بشكل كبير في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، اﻷمر الذي استدعى من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تكثيف الاستجابة.
دعم أممي للبنية التحتية في مناطق سيطرة اﻷسد
دعم البرنامج الإنمائي (UNDP) مؤخراً إعادة تأهيل مصنع الخميرة العام، الوحيد في سوريا، تحت سيطرة نظام اﻷسد، فضلاً عن إصلاح المخابز العامة في جميع أنحاء البلاد.
كما تقوم الأمم المتحدة بجهود إغاثية للسكان المدنيين في مناطق سيطرة نظام اﻷسد، وتعمل على “دعم المجتمعات الزراعية، وإعادة تأهيل أنظمة الري”.
وكما تذهب نسبة كبيرة جداً من أموال المانحين إلى دعم البنية التحتية للنظام، في قطاعات متعلقة بالزراعة والري والخبز، فإنها تقدّم أيضاً تمويلاً لقواته وميليشياته بشكل غير مباشر، حيث تسيطر تلك القوات والميليشيات على المواد اﻹغاثية وتقوم ببيعها في السوق للمدنيين.
ورغم إقرار اﻷمم المتحدة في تقارير رسمية بعلمها بتلك التفاصيل إلا أنها تبرّر استمرارها في سياسة الدعم تلك بالاحتياجات اﻹنسانية المتداخلة، والتعامل مع النظام كسلطة أمر واقع.
وفي هذا السياق اعتبر البيان الصادر عن برنامج الأمم المتحدة أن زيادة إنتاج الخميرة في حمص “تمثل تدخلًا عالي التأثير، لتوسيع نطاق الوصول بسرعة وبشكل كبير إلى الخبز ميسور التكلفة، لصالح ثلث سكان البلاد ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
ووفقا لمدير معمل الخميرة في شركة سكر حمص، نجدت فياض، فإن عمليات التأهيل ستنتهي خلال 6 أشهر، بتكلفة تصل إلى مليون دولار، وتتضمن استبدال بعض خطوط الإنتاج.
يشار إلى أن المعمل سيصبح قادراً على إنتاج 24 طناً من الخميرة يومياً، ليجري توزيعها على المخابز العامة في المناطق المحيطة.