اكتسبت محافظة حمص وسط سوريا شهرة واسعة بعمليات تهريب الأشخاص عبر معابر “غير رسمية” مع لبنان، الأمر الذي جعلها مقصداً للراغبين بالهروب من مناطق سيطرة النظام إلى لبنان “كخطوة أولية” للبحث عن حياة كريمة من مختلف المحافظات السورية.
مراسل “حلب اليوم” قال إن أعداداً كبيرة من الأشخاص تتوافد بشكلٍ يومي إلى محافظة حمص ولا سيما إلى ريفها الغربي المحاذي للحدود اللبنانية من جهة، وريف حمص الجنوبي الذي يتصل جغرافياً مع لبنان من جهة أخرى فتح الباب على مصراعيه أمام “تجار البشر” اللذين امتهنوا عمليات التهريب مقابل الحصول على مبالغ مالية بـ”الدولار الأمريكي” عن كل شخص يتم تهريبه إلى لبنان.
وأوضح مراسلنا ان عمليات التهريب تتم بالتنسيق مع قياديين من ميليشيا حزب الله اللبناني وقادات عسكريين من الفرقة الرابعة التي تنتشر على طول الخط الحدودي مع لبنان لتسهيل عملية التهريب، وعدم إيقاف أي سيارة تقوم بنقلهم إلى داخل الأراضي اللبنانية.
ومع انتشار ظاهرة المهربين اندلعت خلافات كبيرة بين أبناء المناطق الحدودية من جهة، وبين “تجار البشر” الذين تحركهم قوات الفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، بعدما اعتبر أبناء قرى الشريط الحدودي أن لهم “الأحقية بنقل الراغبين بالخروج” نظراً لخبرتهم بالطرق المؤدية إلى لبنان التي تمرّ بقراهم الريفية.
“مجد” أحد المهربين من مدينة “تلكلخ” بريف حمص الغربي أفاد لمراسلنا بأن قوات الفرقة الرابعة سمحت بدخول قادة من مجموعات ميليشيا “الدفاع الوطني” مؤخراً للعمل على تهريب الأهالي نحو لبنان، وذلك سعياً منها لمعرفة الطرقات التي نسلكها “نحن أبناء المنطقة” ليتم لاحقاً التبليغ عن مواعيد رحلاتنا التي نضطر في معظم الأحيان خلالها للسير بضعة كيلو مترات سيراً على الأقدام.
ويضيف “مجد”: “وتسبب أولئك القادة بإلقاء القبض على العشرات من الأشخاص الذين كنا نحاول إيصالهم للجانب اللبناني، وتم العمل على سوقهم لمكتب أمن الرابعة بعيداً عن مرأى أجهزة الأمن التابعة لنظام الأسد، لتجري لاحقاً عملية مفاوضات مع ذويهم لإطلاق سراحهم مقابل الحصول على فدية مالية بشرط عودتهم إلى المحافظات التي قدموا منها”.
ولفت “مجد” إلى أن الكمائن دفعت بالعديد من المهربين من أبناء قرى ريف حمص الغربي الذين لا تربطهم علاقات مع الفرقة الرابعة، أو ميليشيا حزب الله لاعتزال عملهم، بعدما تسببوا باعتقال العشرات من المدنيين، فضلاً عن تعرض حياتهم للخطر بسبب الاشتباكات التي كانت تندلع بين الحين والآخر مع عناصر الفرقة الرابعة لمنعهم من الاقتراب من الحدود اللبنانية.
الجدير بالذكر أن إحدى عائلات مدينة الرستن بريف حمص الشمالي دفعت مطلع شهر كانون الثاني الماضي، فدية مالية مقدارها 8000 دولار أمريكي مقابل إطلاق سراح إحدى الفتيات التي تمّ إلقاء القبض عليها قرب الحدود اللبنانية، في حين تمت عملية التسليم على مقربة من حاجز المزرعة قرب جسر مصفاة حمص، وعلى مرأى من عناصر حاجز أمن الدولة الموجود في المكان، وفقاً لمراسلنا.