ألقى عناصر فرع الأمن الجنائي التابع لقوات النظام في محافظة حمص على أحد قيادي ميليشيا “لواء القدس” في حي العباسية، مساء أمس الأربعاء المدعو زهير أبو العباس، والمعروف بقربه من قيادات رفيعة المستوى في حمص ضمن ميليشيا حزب الله اللبناني.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بقيام عناصر فرع الأمن الجنائي بنصب كمين للمدعو “زهير “على مدخل حي العباسية وسط المدينة، وضبطت بحوزته ما يقارب 10 ألاف حبة مخدر من نوع “كبتاغون”، بالإضافة لخمسة كيلو غرامات من مادة الحشيش داخل سيارته الخاصة.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله، إن محافظة حمص باتت عبارة عن سوق منافسة بين تجار المخدرات العاملين تحت مظلة ميليشيا “حزب الله” المسؤول الأول عن إدخال الحشيش، والحبوب المخدرة إلى المنطقة، مشيراً إلى أنها تعاقدت مع مجموعة من القياديين العسكريين المنضوين ضمن ميليشيات عدّة نظراً لعدم إيقافهم على الحواجز التابعة للنظام أثناء نقل وتوزيع المخدرات داخل المدينة.
وأكّد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قيام المدعو “الحاج مهدي” من قرية المختارية بريف حمص الشمالي، وهو الشخص الذي تربطه علاقة وثيقة مع قياديي الحزب في منطقة القصير بالعمل على تقسيم مدينة حمص إلى قطاعات، وكل قطاع يستلم زمام البيع والتوزيع ضمنه أحد القادة في ميليشيات النظام.
بدوه؛ تحدث “مصدرأمني” بأن المخدرات غزت أسواق مدينة حمص، ومدارسها، ومختلف قطاعاتها نظراً لانخفاض سعرها من جهة، وسرعة انتشارها من قبل المحسوبين على الحزب من جهة أخرى بعيداً عن أي مساءلة قانونية من قبل فرع مكافحة المخدرات التابع للنظام، والذي لا يجرأ على إيقاف السيارات المشبوهة باعتبار أنها معروفة بتبعيتها، ويكتفي بملاحقة بعض الباعة الذين لا تربطهم أي صلة مع قيادات حزب الله.
وأردف المصدر بقدوم عشرات البلاغات بشكل يومي من قبل المدنيين عن تواجد أشخاص يقومون بتوزيع الحبوب المخدرة في أحياء مدينة حمص، إلا أن رئيس فرع المداهمة ضمن فرع مكافحة المخدرات يحاول جاهداً تأخير خروج الدورية لحين انتهاء أولئك الأشخاص من الفراغ من عملية البيع التي باتت “على عينك يا تاجر”، وذلك لقاء تلقيه رشوة من قياديي حزب الله مقابل تسهيل عملية التوزيع بين المدنيين.
وأضاف المصدر “الأمني” بانتشار ظاهرة جديدة في الآونة الأخيرة وهي “تصفية قيادات حزب الله” لبعضهم البعض من خلال الإبلاغ عن دخول شحنات منافسيهم إلى حمص، وهذا ما شهده حي العباسية مساء الأمس بعد إقدام المدعو زهير على بيع المخدرات في قطاع حي الزهراء، ووادي الذهب غير المرخص له بالعمل ضمنه، أو بيع المدنيين بداخله.
تجدر الإشارة إلى أن سعر حبة الكبتاغون في حمص انخفضت خلال الفترة الماضية نظراً للكميات الكبيرة التي يتم إدخالها للمدينة، حيث بلغ سعر الحبة الواحدة 750 ليرة سورية، وسعر “كف الحشيش” الذي يزن 350 غرام 40 ألف ليرة سورية، الأمر الذي ينذر بكارثة في المجتمع المدني، وفق مصادر محلية مطّلعة.