قالت صحيفة “ذي أتلانتك” الأمريكية إن رئيس النظام بشار الأسد من الحكام الذين قد يتملصون من العقاب بعد تدمير بلدانهم وحرب واضطرابات أمنية واسعة.
وحسب كاتبة المقال جانين دي جيوفاني، فإن الأسد (55 عاماً)، الذي لا يزال يخوض “حرباً أهلية” استمرت عقداً من الزمن “انتصر فعلياً” بعدما دبر عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب والغاز الكيماوي لشعبه.
وأوضحت “دي جيوفاني” أن عهد الأسد أصبح مرتبطاً بالحرب التي بدأت في 2011 بمظاهرات سلمية قبل أن تتفاقم إلى صراع متعدد الأطراف، مزق البلاد وحصد أرواح مئات الآلاف وتسببت في نزوح 11 مليوناً، أي حوالي نصف سكان البلاد عن ديارهم.
وكشف مقال الكاتبة أن الأسد وبمساعدة من روسيا وإيران من استعاد السيطرة على ما يزيد عن 70 في المئة من أراضي البلاد لكن بلاده لم تنعم بالسلام بعد.
وقالت دي جيوفاني: “لن يواجه الأسد العدالة في الوقت القريب، لاسيما أن للمحكمة الجنائية الدولية اختصاص محدود في سوريا، حيث لم توقع دمشق على المعاهدة الخاصة بها”، مضيفةً أن سوريا ليست طرفاً في نظام روما الأساسي، -وهو المعاهدة المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية- ولا تتمتع المحكمة، بناء على ذلك، بالاختصاص الإقليمي على الجرائم المرتكبة على أرضيها.
واعتبرت الكاتبة الأمريكية أن ذلك لا يعني تخلي المجتمع الدولي “عن محاولة تحقيق العدالة، حيث توجد آليات لضمان استمرار هذا المسعى، مثل محاولات ألمانيا وفرنسا لممارسة ما يُعرف بالولاية القضائية العالمية، أو الإقرار بجرائم أسماء زوجة الأسد، في المملكة المتحدة كونها مواطنة بريطانية”.
ومبدأ الولاية القضائية العالمية يشكل إحدى الأدوات الأساسية لضمان منع الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنسانية وتجريم مرتكبيها وقمعها، كما أنه وفي شباط الماضي، قضت محكمة ألمانية بسجن ضابط مخابرات سوري سابق أربع سنوات ونصف بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ولجأ المدعون الألمان في هذه القضية إلى تطبيق مبدأ “الولاية القضائية العالمية” الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطيرة بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم، إلا أنه وفي سوريا، يجب تأجيل المساءلة لأنه لا يوجد مسار واقعي، لكن “الحكومة ستتغير، والأسد سيسقط، وحينها لن يستطع التهرب من الحساب”.
يذكر أنه عندما تحين فرصة تحقيق العدالة، يجب على المجتمع الدولي، التركيز على تسجيل الفظائع التي ارتكبها الأسد ونظامه حتى يتسنى تقديمها إلى القضاء الدولي وحفظ الذاكرة، بحسب “ذي أتلانتك”.