أفاد تقرير صحفية لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، بأن حظر السعودية استيراد الخضروات والفواكه من لبنان، أحدث علامة على تنامي تجارة المخدرات في سوريا ولبنان.
وبحسب الصحيفة، فإن شحنة الكبتاغون التي اكتشفتها السعودية في الرمان اللبناني، هي القشة الأخيرة التي أدت لرد فعل سعودي يمثل ضربة موجعة للمزارعين الذين يعانون بالفعل من الانهيار الاقتصادي في لبنان.
وقال مسؤول لبناني سابق في إنفاذ القانون، إن الفساد داخل قوات الأمن يجعل من الصعب مكافحة تجارة المخدرات غير المشروعة في البلاد التي تشترك مع سوريا في حدود سهلة الاختراق.
وأضاف: أن “معدل الفساد مرتفع للغاية”، في وقت يحذر فيه سياسيون لبنانيون من أن الحظر لن يكون فعالاً.
ولفت رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إلى أن السعودية وجميع دول الخليج تعلم جيدا أن حظر المنتجات اللبنانية لن يوقف تهريب المخدرات، مشيرا إلى أهمية التعاون بين السلطات للمساعدة في وقف شبكات التهريب.
وعثر ضباط الجمارك السعوديون العام الماضي على 54 مليون حبة كبتاغون – أمفيتامين شائع الاستخدام لدى المقاتلين في جميع أنحاء الشرق الأوسط ويشيع تعاطيه في الخليج – في العنب والتفاح والبطاطس التي تم شحنها من لبنان إلى ميناء جدة المطل على البحر الأحمر.
وكشفت وزارة الداخلية السعودية في بيان، أن السلطات السعودية تواصلت مرارا مع نظيرتها اللبنانية لحثها على اتخاذ “إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة”، إلا إن عمليات التهريب استمرت، ما دفع الرياض إلى “منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها”.
من جانبها كبيرة المحللين في معهد نيولاينز للأبحاث كارولين روز، قالت إنه على مدار العامين الماضيين، مع تفاقم الأزمات الاقتصادية في لبنان وسوريا، انتشرت تجارة الكبتاغون.
واستطردت أنه “لا يتم شحن الحبوب بكميات ذات حجم صناعي إلى أوروبا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط فحسب، بل إخفائها في منتجات مشروعة”.
وكانت سلطات إنفاذ القانون الرومانية عثرت في أيلول الماضي، على نحو طن من حبوب الكبتاغون و1.5 طن من الحشيش مخبأة في قطع صابون على متن سفينة أقلعت من ميناء اللاذقية السوري.
وضبطت سلطات الموانئ اليونانية عام 2019 على أكثر من خمسة أطنان من أقراص الكابتاغون التي تزيد قيمتها عن 650 مليون دولار في حاويات تحمل مواد بناء على متن سفينة قادمة من سوريا أيضا.
وأوضحت روز التي كانت تبحث في تجارة المخدرات الإقليمية، أن “النظام يائس للغاية من تردي الاقتصاد وسط العقوبات في زمن الحرب”، مضيفة أن “لديهم أدوات على مستوى الدولة تمكنهم من تصدير المخدرات من خلال منتجات صناعية”.
يذكر أن محللين لبنانيين يلقون باللائمة في التجارة على حزب الله، الجماعة العسكرية القوية المدعومة من إيران، والتي تعتبرها دول عدة بينها الولايات المتحدة أنها منظمة إرهابية، لكن الحزب الذي تربطه صلات قوية بنظام الأسد في سوريا، ينفي ضلوعه في نشاط غير قانوني، وفق الصحيفة ذاتها.