قال مراسل حلب اليوم في حمص إن فرع “الأمن الوطني” في دمشق أرسل قائمة بأسماء الأشخاص الذين تمّ قبول خضوعهم لتسوية مع حكومة النظام في ريف حمص الشمالي بعد توقيعهم اتفاق مصالحة مع النظام بضمانة روسية منتصف عام 2018.
ونقل مراسلنا عن مصدر أمني في فرع الأمن الجنائي أن فرع الأمن الوطني أرسل تعميماً يضم أسماء نحو ثلاثين ألف شخص وقعوا على تسوية مع أفرع مخابرات الأمن في سبيل التخلص من الملاحقات الأمنية، وإزالة أسمائهم من قوائم المطلوبين لدى الحواجز المنتشرة ضمن مناطق سيطرة النظام.
وأكد المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية أن مكتب المعلومات الشخصية ضمن فرع الأمن الجنائي في حمص بدء بالعمل على أتمتة الأسماء الشخصية لأبناء مدن وقرى الريف الشمالي، وعدد من أبناء حي الوعر الحمصي استعداداً لكفّ البحث عنهم، وإزالة أسمائهم من لوائح المطلوبين.
تحسباً لأي انفلات تعهد أمني بمتابعة أمور الذين رفضت تسوياتهم:
وفي خطوة استباقية، وتحسباً لأي ردّ فعل من قبل أبناء الريف الحمصي الذين رفضت تسوياتهم تعهّد “اللواء طلال الناصر” المسؤول ضمن لجنة المصالحة الوطنية في حمص لأبناء الريف بمتابعة شؤون الأسماء التي رفضت تسوية أوضاعهم، وطالبهم بالتجمع يوم السبت المقبل في مدينة تلبيسة لتقديم أسمائهم لمتابعة ملفاتهم في دمشق، وذلك قبل الإعلان بشكل واضح عن أسماء المقبولين في التسوية.
وفي ذات السياق أفادت مصادر محلية من ريف حمص الشمالي لحلب اليوم بعدم فعالية التسويات معتبرين إياها عبارة عن إبرة مخدر إّذّ أن قوات النظام قامت باعتقال المئات من أبناء الريف على خلفية مناطقية على الرغم من إبرازهم للتسويات الفردية التي حصلوا عليها من قبل لجنة المصالحة في العام 2018 والتي تضمن عدم اعتقالهم لأي فعل تم ارتكابه قبل توقيع المصالحة.
رغم التسويات.. ابتزاز مالي أو الاعتقال:
مراسل حلب اليوم في حمص أكد “نقلاً” عن أهالي المنطقة عدم ثقتهم بالمصالحات التي تبرمها حكومة النظام مع أبناء المناطق التي ثارت ضدّ حكم الأسد، مشيرين إلى أن أفرعها الأمنية لا تتوانى عن اعتقال أي فرد من أبناء تلك المناطق عند عبورهم للحواجز العسكرية المنتشرة في مناطق سيطرتهم، إلا في حال خضوعهم للابتزاز المالي.
يشار إلى أن ريف حمص الشمالي ما زال يحتضن العشرات من أبناء فصائل الثوار “سابقاً” والذين ما زالوا يحتفظون بأسلحتهم كما هو واقع الحال في مدن الرستن وتلبيسة والحولة، وعلى الرغم من محاولة المفارز الأمنية اعتقالهم إلا انها اصطدمت معهم بمواجهة مسلحة وفشلت بإلقاء القبض عليهم.