شهد اليوم الأول من شهر رمضان ارتفاعاً ملحوظاً لأسعار الخضراوات واللحوم على الرغم من الاستقرار النسبي الذي حققته الليرة السورية خلال النصف الأول من شهر أبريل/نيسان الجاري أمام سعر صرف الدولار الأمريكي، إلا أن ذلك لم ينعكس بالإيجاب على الحياة المعيشية للأهالي في محافظة حمص.
مراسل حلب اليوم قال إن شهر رمضان جاء في ظل ظروف معيشية صعبة وغلاء الأسعار وضعف في الإمكانيات بشكل عام.
الفتوش والتبولة غيبهما الغلاء عن موائد الإفطار:
أم علي سيدة في العقد الرابع من عمرها، تحدثت لقناة حلب اليوم عن الغلاء الحاصل في المدينة على الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار الذي ارتبط اسمه بمفاصل الحياة اليومية، قائلة إن عائلتها اعتادت منذ القدم على إعداد أطباق يومية في شهر رمضان كما هو الحال بالنسبة لـ (الفتوش – السلطة – التبولة) باعتبارها تسهل عملية الهضم، و(طرية) على المعدة الفارغة بحسب تعبيرها.
أضافت أم علي صحن التبولة والفتوش وغيرها من المقبلات باتت تصنف في وقتنا الراهن بـ (الرفاهيات) نظراً لارتفاع أسعار مكوناتها، حيث اصبح سعر البندورة 1200 وسعر كيلو الخيار 1100ليرة وجرزة البقدونس والنعناع والجرجير 250ليرة، ما يعني أن تكلفة الصحن الاجمالية باتت ما يقارب 3500 ليرة الأمر الذي دفعنا للاستغناء عن وجوده على سفرة الإفطار.
“فالج لا تعالج”.. الدولار نزل والأسعار ثابتة:
“لا داعي لمناقشة البائعين في سوق الهال، أو على بسطات بيع الخضراوات في حمص”.. بهذه الكلمات بدأ أبو محمد حديثه لحلب اليوم مضيفاً بالقول: لن تنفع محاولاتك مهما كانت بإقناع صاحب البسطة، أو تاجر الجملة بتخفيض أسعار الخضار، هم على دراية بانخفاض وثبات سعر الدولار الذي لا تربطه أي علاقة بمنتوجات أرضنا وبساتينها، لكنه أصبح حجة مقنعة للتجار للإيقاع بالراغبين بشراء مستلزماتهم.
وأضاف أبو محمد أن الغلاء لم يقتصر على الخضار فقط بل طال بدوره اللحوم التي أصبحت بالنسبة للكثير من العائلات من الرفاهيات (الزائدة) إذ أن كيلو لحم الضأن أصبح بـ 24 ألف ليرة، ولحم البقر 19 ألف، بينما بلغ سعر كيلو الفروج 6200 ليرة ما دفع الناس للتفكير بالخضار التي تبقى أقل تكلفة بشكل نسبي.
غابت طقوس استقبال شهر رمضان في حمص والغلاء حديث الناس:
كاميرا حلب اليوم تجولت في أحياء حمص في أول أيام رمضان إلا أن مظاهر استقبال الشهر الفضيل التي اعتاد أهالي محافظة حمص على القيام بها كانت غائبة، فالشوارع شبه خالية، والزينة الخضراء والعبارات المرحبة بالشهر الفضيل غابت هي الأخرى عن أسواق وشرفات المنازل في حمص.
أحد تجار المدينة تحدث لمراسلنا بقوله (اعتدنا فيما مضى على تزيين أبواب محلاتنا، وإكرام زبائننا بتخفيض الأسعار، وكذلك توزيع البعض من بضائعنا على الفقراء والمحتاجين دون أن يطلبوا ذلك، لكن وللأسف أوضاع الناس لم تعد تحتمل بسبب الغلاء، حتى بائعي المشروبات الرمضانية، مثل السوس والتمر هندي والجلاب غابت أهازيجهم عن مسامعنا في هذا الشهر الفضيل).