سهّل الانفلات الأمني في محافظة حمص عمليات تهريب البشر من وإلى لبنان للراغبين بالخروج من سوريا بحثاً عن مكان أفضل.
وبحسب ما أفاد مراسل حلب اليوم من حمص فقد تسبب التدهور المعيشي في مناطق سيطرة الأسد وسط سوريا من انتشار ظاهرة الهجرة الغير شرعية نحو لبنان الذي لا يمر بأحسن حالاته هو الأخر، لكن على الرغم من ذلك فقد وجد الكثير من أبناء محافظة حمص ‘‘ضآلتهم‘‘ في لبنان نظراً لتوفر لقمة العيش على الأقل بحسب تعبيرهم.
ميليشيا حزب الله تمتهن تهريب البشر:
لا يتطلب الأمر الكثير من التعقيد في محافظة حمص، إذّ يكفي أن يكون تاجر الطريق ‘‘الدلال‘‘ أحد عناصر الحزب ليخترق المحافظة الوسطى في سوريا شرقاً وغرباً عبر سيارته ذات اللوحة اللبنانية دون أن يتعرض لأي مسائلة أو توقيف من قبل حواجز الأمن التابعة لقوات النظام.
التسعيرة تتفاوت بين الركاب وتم تحديدها بـ 200$ للشخص الواحد بشرط أن لا يكون مطلوباً لأي فرع مخابرات، أو حتى من الفارين من الخدمتين الإحتياطية، والإلزامية في قوات الأسد، وإن كان كذلك فإنه يترتب عليه دفع مبلغ 500$ مقابل إخراجه دون الحاجة لاستعمال بطاقته الشخصية.
غيابهم عني أفضل من رؤيتهم في سجون الأسد:
أبو محمد رجل في العقد السادس من العمر يقطن أحد أحياء حمص تحدث لحلب اليوم عن تجربته التي وصفها بالناجحة حيث تمكن من إخراج اثنين من أبنئه إلى لبنان عبر منفذ مدينة القصير التي تحتلها ميليشيا حزب الله اللبناني بالكامل، وتواصل مع أقربائه الذين استلموا الشابين على الأراضي اللبنانية بعد أقل من ساعتين على انطلاقهم.
وأردف أبو محمد قائلاً؛ لست نادماً على تهجير أبنائي من حمص إلى لبنان، ربما لن أتمكن من رؤيتهم أمامي ثانية، لكن على الأقل هكذا أضمن عدم رؤيتهم في زنازين الاعتقال، أو على جبهات القتال مع من قتل وشرد الملايين من السوريين في إشارة منه لـ بشار الأسد.
عبر منافذ رسمية تمّ تهريبنا إلى لبنان:
في سياق متصل تحدثت سميرة. أ التي تنحدر من مدينة حمص لقناة حلب اليوم عن تجربة إخراج ابنتها (العروس) إلى لبنان لزفها لأحد أقربائها هناك لقاء مبلغ 700$ ، حيث أكّدت عبورها مع ابنتها عبر حواجز أمنية تابعة لقوات الأسد دون التعرض لسائق السيارة، أو تفتيشها على الحدود عند وصولهم إلى المنفذ البري الحدودي بين سوريا ولبنان (الدبوسة) الموجود في مدينة تلكلخ، الأمر الذي يؤكد سيطرة حزب الله على مفاصل حساسة في سوريا ولا سيما مدينة حمص.
وتجدر الإشارة إلى وجود حالة ترقب كبيرة من قبل الشباب في حمص لما ستؤول إليه الأوضاع خلال الشهرين القادمين، حيث يترقب الجميع مسألة الانتخابات الرئاسية التي يحاول النظام إجراءها في نيسان المقبل، كما أعرب كثير منهم عن استعدادهم للرحيل عن سوريا في حال بقاء الأسد في سدّة الحكم.