نشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الأحد، تقريراً للدبلوماسي الأمريكي السابق، “فريدريك هوف”، قال فيه إن نظام الأسد وإسرائيل كانتا على وشك التوصل لاتفاق قبل 10 سنوات بوساطة أمريكية.
وجاء في نص التقرير، أن الوسيط الأمريكي صاغ مسودته للاتفاق وتضمنت قطع نظام الأسد العلاقات العسكرية مع إيران وميليشيا “حزب الله” اللبناني، مقابل استعادة مرتفعات الجولان المحتلة، حتى خط 4 من حزيران 1967.
وأكد التقرير، أن الدبلوماسية الأمريكية بلغت نقطة حاسمة وواعدة في جهودها لتحقيق السلام بين النظام وإسرائيل.
وأضاف التقرير، أن رئيس النظام، “بشار الأسد”، صحر آنذاك أنه يعتزم قطع العلاقات العسكرية مع إيران وميليشيا “حزب الله” وحركة “حماس” الفلسطينية، مع تحييد جميع التهديدات الناشئة من سوريا والموجهة ضد إسرائيل، مقابل أن تلتزم إسرائيل بإعادة جميع الأراضي حتى خط 1967.
وأكد التقرير أن، “بشار الأسد”، واقف على الالتزام على تلك التعهدات كلها خلال اجتماع استغرق 50 دقيقة.
وبحسب التقرير، فإنه بعد مرور أيام من إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، بالتزامات “بشار الأسد” المشروطة، أقر بجدية جهود الوساطة، ووجه الأوامر إلى فريقه باستكمال المعاهدة، استناداً إلى مشروع المسودة الأميركية.
وأشار إلى أنه بعد مرور أسبوعين، بدأت تلك الفرصة تضيع عندما أطلقت قوات النظام النار على المتظاهرين، التي أثبتت بعد أسابيع أن “بشار الأسد”، لا يملك الحق في الحديث باسم كامل السوريين.
وأوضح التقرير أن دمار النظام وروسيا وإيران لسوريا كان لا معنى له على الإطلاق، لافتاً إلى أن “بشار الأسد الذي يفترض التزامه باستعادة الأراضي المحتلة من إسرائيل في مقابل ترتيب الاستراتيجية السياسية السورية، أطاح بكل شيء، لأجل مواصلته، رفقة حاشيته، امتصاص ما تبقى من الدماء السورية لتغذية المنافع الشخصية المجردة”.
ورأى التقرير، أن “بشار الأسد” يمكن أن يكون قد تعمد اللجوء إلى العنف بهدف إلغاء التزامات السلام المشروطة من الوساطة الأمريكية الجدية، والتي لم يجبره أحد على التقدم بتلك الالتزامات.
ووفق التقرير فهناك احتمال آخر، بأن قادة الأمن طلبوا من “بشار الأسد” توجيه الأوامر بالعنف ضد السكان، أو أنه وجه الأوامر من تلقاء نفسه، إثر خشيته أن يوصف بالرئيس الضعيف في مواجهة شعبه.
ومع ذلك، فإن فكرة تفضيل الأسد لحالة “اللاعنف” بصفة خاصة تبدو متناقضة تماماً مع تصرفاته الواضحة منذ ذلك الحين، إذ سمح باستخدام الأسلحة الكيماوية العسكرية ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال منهم، تبعاً للتقرير.
ولفت التقرير إلى عدم وجود أي تعليق رسمي من قبل نظام الأسد على هذه المفاوضات، إذ يلتزم النظام بالسرية الكاملة على مباحثات من هذا النوع.
يشار إلى أن “فريدريك هوف” هو سفير سابق، يحاضر في كلية بارد في نيويورك، وكان وسيطاً سياسياً بين نظام الأسد وإسرائيل من عام 2009 حتى آذار 2011، وعمل مستشاراً لدى وزارة الخارجية الأميركية بشأن الانتقال السياسي في سوريا حتى أيلول من عام 2012.