شَهدت مُحافظة حِمصَ انتشاراً واسعاً لِتعاطي المُخدرات خِلال الفَترة الحاليةِ بينَ أوساطِ المُجّتمع المدني من فئةِ الذكورِ، والإنِاثِ على حدٍّ سواء، لا سيما بعد حالةِ الفلتانِ الأمَني من جِهة، وغِيابِ الرَقابةِ التي تمرّ بها مَناطِقُ سَيطرةِ الأسد من جهة أخرى.
جامعة البعث تغص بمروجي المخدرات:
مراسل حلب اليوم في حمص أكّد انتِشَار المُخدراتِ من حُبوبِ الكبتاغون، والحَشيش بينَ الطُلابِ ضِمنَ الحَرمِ الجَامعي لجامعة البعث في حمص، مُضيفاً بأنَ مُروجي المَمنوعاتِ يَتَمتّعونَ بِحصَانةٍ أمنيةٍ نظراً لارتباطهم بالأفرعِ الأمنية، والذين يعّملونَ بِدورهم كـ حراس أمنيين للحرم الجامعي.
محمود. ع طالب حُقوق في جامعةِ البَعث قال لحلب اليوم: باتت مَسألةُ تَعاطي الحُبوب ِالمُخدّرة، وسيكارة الحشيش أمراً يدّعو للتفاخرِ بين الطُلاب، وتصرّفٌ شِبهُ طَبيعي في جامِعة البعث، وعلى مرأى من أعّينِ الأمنيينَ، والمَسؤولينَ عن ضبطِ التجاوزاتِ في الحَرمِ الجَامعي، ما أدى لانحرافِ نسبةٍ واسعةٍ من الطُلاب، وانجرارهم وراء هذه الآفة.
مضيفاً بالقول: يَتِمُ بَيعُ الحَبةِ الواحِدة مِن حُبوب الكبتاغون المُتعارفِ على اسمها بينَ الطُلاب بِحُبوبِ (يامسهرني) بِسعرِ 1500 ل.س، بينما يَتراوحُ سِعرُ سيكارةِ الحشيش ما بين 1000-2500 ليرة، وذلكَ بِحَسبِ الكَميةِ المُزودةِ لكل سيكارة، ويدّعي الطُلابُ بحسب المصدر أن تلكَ الحُبوب تعملُ على زيادة قدرتهم، وتركيزهم على قراءة المواد أثناء فترة التحضير للامتحانات التي يمرون بها في المرحلة الحالة.
اقرأ أيضاً: بالأسماء.. روسيا تتخلى عن عملائها في حمص لصالح مخابرات النظام
ابن مسؤول أمني يضمن عدم ملاحقة المتعاطين داخل الحرم الجامعي:
إلى ذلك قال مراسل حلب اليوم إن كافتيريا الجامعة، وندّوة النبعة المتواجدة ضمن الحرم الجامعي تعتبر مركزاً رئيسياً لشراء الحبوب المُخدّرة، ومقّصداً للطلاب، والطالبات الراغبين بالتعاطي، ووضّح مراسلنا بأن مستثمر الندوة، والكافتيريا المدعو ‘‘علي الملحم‘‘ يوفر للطلاب عدم التعرض لهم من الناحية الأمنية ضمن الجامعة، باعتباره أن والده ضابط برتبة عقيد في فرع أمن الدولة بحمص.
زراعة الحشيش تنتقل من لبنان إلى حمص:
في سياق متّصل أفاد مراسل حلب اليوم عن انتشارِ المواد المُخدرة في محافظة حمص، ونشاطِ عملِ مُروجي، وتُجارِ المًخدرات نظراً لسهولةِ الحُصولِ عليها من قبلِ عَناصِرَ، وضُباط تابعين لميليشيا حزب الله اللبناني، الذينَ يعملونَ على إدخالها إلى سوريا دونَ رقيبٍ او حسيب، كما تَطوّرَ المشّهدُ مُؤخراً لِيَصِلَ إلى زِراعَةِ الحَشيش داخلَ الأراضي السورية، وتحديداً في ريفِ حِمص الجنوبي الغربي، حَيثُ أعلنَ فِرعُ مُكافحةِ المخدرات التابع لحكومة الأسد عن إتلاف نحو دونمين من محصول الحشيش في قرية البويضة الشرقية الواقعة على أوتوستراد حمص- دمشق بعد اشتباكات مع أصحابها؛ ليتبين لاحقاً أن المزرعة تعود للمدعو سمير زيني من قرية (زيتة) الحدودية مع لبنان وهو أحد المقربين من قيادات حزب الله اللبناني في سوريا.
وأشار مراسلنا إلى أنَ حُبوبَ المُخدّرات، والحشيش باتت توزّعُ مجاناً في المقاهي، والحاناتِ الليليةِ في حمص، بشرطِ أن يتمّ صَرفُ المَبالِغَ المَالية الكبيرة على فتياتِ المقاهي، الأمر الذي يوضَح انعدام الطبقة الوسطى في سوريا، والشرخ الكبير الذي قسم المدنيين إلى فقراء تحت خط الفقر، وأغنياء اتعبهم جمع الأموال مستغلين الحرب التي تشهدها سوريا.