قال معهد واشنطن للدراسات، إن النظام استسلم للوجود الأجنبي على أراضيه الذي يبدو أنه سيكون دائماً، وجاء ذلك بعدما تنازل عن السيطرة على حدوده ومجاله الجوي إلى جهات مختلفة.
وأضاف المعهد أن الوضع على الحدود السورية لم يتغير خلال العامين الماضيين على الأقل، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي تعارض فيه روسيا وشريكيها “إيران وتركيا” في محادثات أستانة للسلام، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال.
وأكد المعهد أنه رغم الاحتمالات الدولية المجهضة للتقسيم فإن القوى الخارجية تتقاسم البلاد بشكل غير رسمي عبر “مناطق نفوذ متعددة والسيطرة من جانب واحد على معظم حدودها، وبالتالي حرمان النظام من أداة رئيسية للسيادة”.
وتسيطر قوات النظام على ثلثي الأراضي السورية، بما في ذلك جميع المدن الرئيسية “دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور”، وتحكم 12 مليون شخص من أصل 17 مليوناً، هم المقيمون داخل الدولة، بينما لا يزال سبعة ملايين سوري يعيشون في الخارج كلاجئين.
وتتلاشى سيطرة النظام على الحدود التي تعد رمزاً قوياً لسيادة أي دولة، في حين يسيطر جيش النظام على 15 في المئة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، بينما تنقسم المساحة المتبقية بين جهات أجنبية.
وأشار المعهد إلى أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني والميليشيات الإيرانية تسيطر على حوالي 20 في المئة من حدود البلاد، بالرغم أن سلطات الجمارك التابعة للنظام هي المسؤولة رسمياً عن المعابر مع العراق “البوكمال” والأردن “نصيب” ولبنان “العريضة والجديدة والجوسية والدبوسية”.
ولفت المعهد إلى أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني تسيطر على الحدود اللبنانية، وأقامت قواعدها على الجانب السوري في بلدات” الزبداني والقصير”، التي يسيطر منها على منطقة “القلمون” الجبلية.
وتدير الميليشيات العراقية جانبي حدودها من البوكمال إلى التنف، وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، وهي غالباً وسيلة تستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيا “حزب الله”.
ومن جانبها؛ تبسط تركيا سيطرتها في الشمال السوري، حيث بدأت في عام 2013، ببناء جدار حدودي في منطقة القامشلي، معقل الكرد السوريين، ومنذ ذلك الحين وسّعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها.
ومن أبرز أهداف بناء الجدار هو منع تسلل عناصر “حزب العمال الكردستاني”، المحظور في تركيا، والذي يعد المنظمة الأم للفصائل الكردية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا.
وتتوزع نقاط السيطرة بين جسر الشغور وباب الهوى من قبل” هيئة تحرير الشام”، نهر الفرات من قبل فصائل” الجيش الوطني السوري”، عين العرب من قبل القوات الروسية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، المنطقة الواقعة بين تل أبيض ورأس العين بواسطة فصائل “الجيش الوطني السوري”، من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل القوات الروسية و “قسد”.
يذكر أن النظام فشل أيضاً في إعادة بسط سيطرته على سماء سوريا ومياهها الإقليمية، حيث تخضع مناطقها البحرية لمراقبة القاعدة الروسية في طرطوس، ويتم التحكم في معظم مجالها الجوي من القاعدة الروسية في “حميميم”.