إنه الثاني من شباط .. يوم أسود لم ولن ينساه السوريون .. ففي مثل هذا اليوم كشف نظام الأسد الأب عن وجهه المتعطش لدمائهم ليرتكب أبشع مجزرة في القرن الماضي وكان المسرح مدينةَ حماة.
لم يجد حافظ الأسد أنسب من أخيه رفعت قائداً للمجزرة وطُوقت المدينة بقوات سرايا الدفاع والقوات الخاصة كما أغلقت كافة الطرق المؤدية للمدينة وقطعت الكهرباء والمياه لتبدأ قذائف الطائرات المدفعية والدبابات تتساقط على بيوت المدنيين بشكل عشوائي.
حملة النظام على المدينة استمرت 27 يومياً وكانت كفيلة بتدمير ثلثي أحيائها ومعظم أزقتها القديمة وتصفية عائلات بأكملها ودفنها في مقابر جماعية ومسحها من السجلات المدنية.
قرابة 40 ألف مدني قتلهم الأسد الأب خلال أقل من شهر بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فيما تشير تقارير عدة لاختفاء عشرات الآلاف ولا يعرف مصيرهم حتى هذه اللحظة كما اضطر نحو 100 ألف نسمة إلى الهجرة عن المدينة بعدما أصبحت أثرا بعد عين
سلسة من المجازر شهدتها أحياء حماة ارتكبت بدم بارد وقتل الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ إما ذبحا أو حرقا أو تقطيعا بالسواطير فيما حالف الحظ أولئك الذين اختار النظام حينها أن ينهي حياتهم رميا بالرصاص كما حدث في حي الملعب البلدي حيث يقدّر الأهالي عدد ضحايا المجزرة بقرابة 1500 شخص، وفق الشبكة.
ذنب حماة أنها نفذت إضرابا للاحتجاج على قانون الطوارئ الذي فرضه حزب البعث عام 1964 كما كانت من أبرز المدن التي احتجت على مسودة دستور أزيل منها المادة التي تشترط أن يكون رئيس البلاد مسلماً لتجبر حافظ الأسد على إعلان إسلامه أمام مفتي سوريا عام 1973.
ومع صعود جماعة الاخوان المسلمين المعارضة للنظام بدأ الأسد الأب باستهدافها وشن اعتقالات في صفوفها ليجد الفرصة مواتية أمامه للانتقام من مدينة حماة وأهلها حين تحصن فيها قرابة 300 مسلح من الجماعة.
واليوم يرتكب الأسد الابن أضعاف الجرائم التي ارتكبها الأسد الأب أو قل عشرات النسخ عن مجزرة حماة ويتسبب بمقتل قرابة مليون سوري وتهجير نصف سكان سوريا ناهيك عن تغييب الآلاف في أقبية المعتقلات دون أن يرف جفنه فعمه القاتل الأول ومرتكب مجزرة حماة ما يزال طليقاً في أوروبا يتنعم بأموال السوريين بعدما حول حياتهم إلى جحيم.