لم تمر الدورية الحادية والعشرين في إدلب كما مرت سابقاتها، حيث استهدفها انفجار ضخم، أسفر عن إصابة ثلاثة جنود روس، حادثة اتهم فيها مركز المصالحة الروسي في حميميم، من وصفهم بالإرهابيين في مدينة إدلب.
القيادي في المعارضة السورية، مصطفى سيجري، قال لحلب اليوم، إن الجهات المتضررة من الهدوء في المنطقة، هي التي قامت بهذا التفجير، مشيراً إلى أن النظام عن طريق أذرعه في الشمال، هو من نفذه.
منفذو التفجير وفقاً لسيجري، ربما يكونوا عبارة عن خلية منفردة، قد تكون منضمة في صفوف هيئة تحرير الشام، وما يعزز ذلك، أن الفصائل المقاتلة في إدلب، لا تمتلك حالياً سلاحاً يمكن له أن يواجه السلاح الروسي.
إدلب صندوق رسائل ناري
سيجري وصف محافظة إدلب حالياً، بصندوق الرسائل الناري لروسيا، تجاه تركيا، مشيراً إلى أن موسكو غير راغبة حالياً بتصعيد كبير في المحافظة، الأمر الذي قد يضعها في مواجهة مباشرة مع أنقرة.
العميد عبد الناصر فرزات، ألمح إلى تراجع الدور الإيراني في المنطقة، وتقله على يد “الدول التي تصنع الأزمة السورية” وفق تعبيره، فأصبحت إسرائيل وأمريكا تهدد إيران، وروسيا تسعى للخلاص منها، في وقت بدأت فيه طهران تشعر بعجزها عن تثبيت أقدامها في سوريا.
كل ذلك، يجعل من إيران مستفيداً أكبر من هذا التفجير، كونها المتضررة من استقرار الوضع النسبي في سوريا.
العميد ألمح إلى أن إيران تتبع أسلوب الضرب من الخلف، والاعتماد على أدوات خارجية، غير مستبعد أن تكون هي من دفعت النظام للقيام بهذه العملية.
التفجير هز استقرار إدلب الهش
رغم ذلك، لم يستبعد العميد عبد الناصر فرزات، استخدام هذه الهجوم كذريعة لاستئناف القصف، خاصة وأن موسكو تقاسم طهران الرغبة المشتركة في قضم إدلب، وفرض النفوذ على التراب السوري.
مركز جسور للدراسات، تحدث عن فرضيات الاستهداف، مشيراً إلى أن الطريقة التي تم فيها تبني الهجوم، لا تشبه أساليب التنظيمات الجهادية، بما فيها تنظيم الدولة، خاصة وأنه لا يخدم هذه التنظيمات في المرحلة الراهنة.
وعلى فرض أن الخلايا التابعة للنظام السوري كانت هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم، فإنّ ذلك قد يحمل عددًا من الدلالات، وهي، استمرار قدرة النظام وحلفائه على اختراق منطقة خفض التصعيد، ورغبة حلفاء النظام، وخاصة إيران، بتعطيل تنفيذ مذكرة موسكو حول إدلب، إضافة للضغط على أنقرة.
أما في حال مسؤولية التنظيمات الجهادية عن التفجير، فلا تعدو الرسائل بين خطورة عودة تنظيم الدولة، إن كان هو المنفذ، أو سعي تنظيم حراس الدين لاستهداف الروس والمواجهة ما أمكن، وكل ذلك يدل وفق دراسة المركز، على فشل هيئة تحرير الشام بضبط ملف التنظيمات الجهادية في المنطقة.
أما أثر ذلك على ملف محافظة إدلب، فلا يرى القيادي في المعارضة السورية، مصطفى سيجري، ولا الخبير العسكري عبد الناصر فرزات، أن إدلب قد تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً خلال الفترة الراهنة، بانتظار حسم ملف المنطقة بشكل نهائي.