صورة للاستهداف
نشر مركز جسور للدراسات، اليوم الأربعاء، دراسة تحليلية حول الهجوم الذي تعرضت له الدورية المشتركة الـ 21 التركية الروسية، على الطريق الدولي M4 شرقيّ إدلب، مشيراً إلى أن فرضيات الاستهداف تنحصر بين “التنظيمات الجهادية” المنتمية لتحالف القاعدة وخلايا تنظيم الدولة والخلايا النائمة التابعة لقوات النظام في منطقة إدلب.
وأضاف المركز في دراسته التحليلية إلى أنه من الملاحظ أنّ الطريقة التي تم فيها تبني الهجوم لا تشبه أساليب التنظيمات الجهادية، بما فيها تنظيم الدولة “عدا عن كون الهجوم لا يخدم القاعدة أو تنظيم الدولة، بقدر ما يخدم النظام، ومن خلفه إيران وحتى روسيا نفسها”.
ووفقاً للدراسة التحليلية فإنه وعلى فرض أن الخلايا التابعة للنظام كانت هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم، فإنّ ذلك يدل على استمرار قدرة النظام وحلفائه على اختراق منطقة خفض التصعيد، رغم الحملات السابقة التي قامت بها فصائل المعارضة في عامي 2017 و2018، لملاحقة الخلايا التابعة له في تلك المنطقة.
وتابعت الدراسة بأن ذلك يدل أيضاً على “وجود رغبة لحلفاء النظام وغالبًا إيران في تعطيل تنفيذ مذكرة موسكو حول إدلب”، إضافة لوجود رغبة لدى حلفاء النظام في الضغط على تركيا، مشيرةً إلى أن “مثل هذا الهجوم يُحمّل تركيا مسؤولية عدم استئصال المجموعات المتطرفة في إدلب، وهي مسؤولية تركية”.
وذكرت أنه في حال كانت خلايا تنظيم دولة هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم فإنّ ذلك يُعتبر مؤشراً لتصاعد خطورة التنظيم، من خلال بدءِ تنفيذ خلاياه عدة عمليات في الأسابيع الماضية على نحو غير معتاد في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، وعلى قدرة تنظيم الدولة على الردّ على مضايقات هيئة تحرير الشام، والتي قام الجهاز الأمني التابعة لها بملاحقة من كان له صلة بالتنظيم، وفقاً للدراسة.
وأشارت إلى أنه في حال كانت “التشكيلات الجهادية” التي يقودها تنظيم حراس الدين هي المسؤولة عن الهجوم، فإنّ ذلك يؤكد على قدرة التنظيم على مواجهة روسيا في المنطقة والحرص على استهدافها كلّما سنحت الفرصة لذلك، على أمل أن يساهم ذلك في تعزيز ثقة عناصره به.
واستدركت أن الاستهداف يشير إلى إخفاق هيئة تحرير الشام في ضبط ملفّ “التنظيمات الجهادية” في المنطقة، وقدرتها على تهديد الأطراف التي تقدّم الهيئة نفسها ضامنًا وضابطًا لها، على اعتبار أنّ موقع الاستهداف يقع ضمن مناطق سيطرة الهيئة بشكل مطلق، عدا عن كونها مسؤولة عن حماية المسار بشكل غير رسمي.