قالت صحيفة واشنطن بوست إن بشار الأسد يواجه أكبر التحديات في قبضته على السلطة منذ أن انتفض السوريين في وجهه لأول مرة قبل 9 سنوات.
وأشار الصحيفة في تقرير لها إلى أن أبرز تلك التحديات هي حدوث انشقاق داخل عائلته وانهيار الاقتصاد وتصاعد التوترات مع روسيا وهشاشة نظامه.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من استعادة نظام الأسد السيطرة على أغلب أجزاء سوريا، لكن الخلافات بدأت تظهر داخل البيت الواحد في إشارة إلى عائلته.
وأوضحت الصحيفة أن الاقتصاد المتدهور قد يدفع السوريين إلى الفقر على نحو غير مسبوق في التاريخ الحديث، لأن الوضع في روسيا وإيران لا يسمح لهما بضخ مليارات الدولارات التي تحتاجها سوريا لإعادة البناء، كما يواصل الأسد رفض الإصلاحات السياسية التي قد تفتح الأبواب أمام التمويل الغربي والخليجي.
وفقاً للصحيفة، يعتبر الخلاف العلني بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف هو مجرد عرض من أعراض المشاكل العميقة، فقد لجأ مخلوف إلى فيسبوك للشكوى من محاولات الدولة مصادرة أصوله، بعد ما أصبح غير قادر على التواصل مع الرئيس مباشرة.
ورأت صحيفة واشنطن بوست أن المشكلة الأكبر للأسد هي الاقتصاد الذي دمرته الحرب، والعقوبات الأميركية والأوروبية، التي تهدف للضغط عليه، وتمنع أي نوع من الاستثمار أو تمويل إعادة الإعمار .
وأشارت الصحيفة إلى أن العقوبات الأميركية الجديدة الصارمة ستدخل حيز التنفيذ في حزيران المقبلبموجب قانون “قيصر” الذي يستهدف أي فرد أو كيان في العالم يقدم الدعم لنظام الأسد.
وتابعت الصحيفة أنه إضافة إلى كل هذه الضغوط، تشهد علاقة الأسد مع موسكو توترات متزايدة، حيث انتقدت العديد من المقالات في وسائل الإعلام الروسية نظامه بسبب تعنته وفساده، مما أثار تكهنات بأن دعم روسيا لرئاسته قد يتضاءل.
وترى الصحيفة الأميركية أن هناك بوادر تمرد جديد يلوح في الأفق داخل المناطق التي استعادت الحكومة السيطرة عليها، خاصة في محافظة درعا الجنوبية.
وقالت الصحيفة إن تزايد الاضطرابات في محافظة درعا الجنوبية، وهي أول محافظة سورية ثارت ضد النظام عام 2011، يعد دليلاً على تجدد الاحتجاجات، مشيرة إلى أن قوات النظام أرسلت وحدات إلى المحافظة لقمع دوامة من عمليات الخطف والاغتيالات والكمائن التي أودت بحياة العشرات من قواتها في الأشهر الأخيرة.