رفضت العديد من الفعاليات في الشمال السوري نيّة افتتاح “هيئة تحرير الشام” معبراً تجارياً مع قوات النظام في منطقة “سراقب – سرمين” بريف إدلب الشرقي، كما نُشرت دعوات للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مراسل “حلب اليوم” إن دعوات التظاهر كانت للأهالي في مناطق الشمال من أجل الاعتصام على طريق “سراقب – سرمين” اليوم الساعة الثامنة صباحاً من أجل منع افتتاح أي معبر تجاري مع قوات النظام.
وأوضح مراسلنا أنه توجد حركة مدنية باتجاه الطريق الواصل بين سراقب وسرمين، من أجل التعبير عن رفضهم لافتتاح المعبر وللمطالبة بعودة الأهالي إلى مناطقهم التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات المساندة لها خلال الحملة العسكرية الأخيرة.
واعتبر الصحفي “محمد الفيصل” فتح المعابر مع النظام أنه أمراً سينعكس سلباً وبشكلٍ كبير على الوضع النفسي للأهالي في المناطق المحررة، وسينعش النظام في وقت ينتظر فيه الجميع تطبيق “قانون قيصر” لمحاصرة النظام اقتصادياً، مبدياً تخوفه من إرسال النظام لفيروس “كورونا” إلى مناطق الشمال لاسيما وأنه قتل الشعب السوري بكافة الطرق، وفق قوله.
من جانبه، قال “عبد الوهاب عاصي” الباحث في “مركز جسور للدراسات”، إنه “في حين يبدي النظام – بشكل غير رسمي- مخاوف كبيرة من فقدان السيطرة على الاقتصاد المنهار، لا سيما مع تقلّص الحركة التجارية على خلفية مكافحة وباء كورونا، تأتي هيئة تحرير الشام لتبدد عنه هذه المخاوف نسبيّاً بإعلان افتتاح معبر سرمين – سراقب”.
وأضاف “عاصي” أن “السبب ليس رغبة من قبل قائد الهيئة أبو محمد الجولاني في تقديم الدعم للأسد، بل لأنّ مستقبل كل منهما مقترن باقتصاد الحرب الذي يفقد إيراداته شيئاً فشيئاً”، وفق تعبيره.
وصدر بيان باسم أهالي “سهل الغاب” غربي حماة أيضاً، عبروا خلاله عن رفضهم لافتتاح المعبر وفي حال تم ذلك فسيكون بمثابة رسالة لجميع المهجرين في المناطق التي سيطر عليها النظام خلال العام الفائت بعدم العودة لقراهم وبلداتهم، إذ يوفر فتح المعبر الشرعية للنظام بتلك المناطق التي سيطر عليها، بحسب البيان.
كما صدر بيان عن أهالي معرة النعمان وفعالياتها المدنية، جاء فيه “في حال ثبت افتتاح المعبر فسيكون طعنة للثورة السورية وطوق النجاة لنظام يترنح تحت أزمته الاقتصادية وربما يكون هذا المعبر البوابة التي يصل بها وباء كورونا للمناطق المحررة”.
بدورها، أكدت “نقابة أطباء الشمال المحرر” في بيانٍ لها، أن مثل هذه المعابر ستكون خطراً كبيراً على الأمن الصحي في الشمال السوري، مشيرةً إلى أنه لا توجد أي وسيلة تمكّن من تعقيم أي بضائع وستكون تلك البضائع سبباً لدخول فيروس “كورونا” إلى الشمال فيما لو تم افتتاح المعبر، داعيةّ المسؤولين إلى منع افتتاح أي معبر.
وكان “تقي الدين عمر” مسؤول العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام” برّر افتتاح المعبر بأنه تجارياً وليس مدنياً، إضافةً إلى الحاجة الماسة لفتحه، مشيراً إلى أن هناك عدّة مخاطر تواجه المنطقة إن استمر الحال على ما هو عليه من توقف حركة التجارة وتصدير البضائع، وفق قوله.
وبحسب “تقي الدين”، فإن البضائع التي سيتم تبادلها مع النظام كالمنتجات والمحاصيل لا تؤثر على تحسّن اقتصاد النظام، معتبراً أنها أرقاماً بسيطة”.