عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري، “أنس العبدة”، مؤتمراً صحفياً اليوم الاثنين في ريف حلب، خصصه للحديث عن “جرائم الحرب” التي ترتكبها روسيا ونظام الأسد في إدلب.
وأكد “العبدة” أن معركة إدلب هي “معركة الثورة ككل”، مشدداً على ضرورة وقوف “الفعاليات السياسية والمدنية إلى جانب مقاتلي الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير”.
وقال: “كنا وحيدين أول الثورة ضد هذا النظام، ومضينا في طريق الثورة بعزم، ولا يضرنا أن يتخلى عنا من تخلى”، وأضاف أن الشعب السوري صمد في ثورته لمدة تسع سنوات وماضٍ فيها حتى النصر.
وأوضح “العبدة” أنه التقى بقيادات من الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير، لمتابعة مستجدات الوضع الميداني، وأضاف أن “هناك أموراً مبشرة، وهناك العديد من الخيارات التي يتم العمل عليها للوقوف بوجه هذا الهجوم الشرس”.
وتابع قائلاً: إن “قرار المواجهة وفتح الجبهات الجديدة هو قرارنا نحن حصراً كثورة وثوار وما تم في الأيام الأخيرة هو دليل على ذلك”.
كما لفت إلى أن أزمة النزوح في إدلب قائلاً إن النازحين سيحاولون “الوصول إلى أوروبا ما أمكن إذا استمر العدوان عليهم، في النهاية هؤلاء النازحون حاولوا جهدهم وصمدوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً”، معتبراً أنه لا يستطيع أحد أن يقف بوجه رب أسرة يحاول أن يحمي أسرته من الموت.
وشدد على أن موقف الدول “التي يفترض أنها صديقة للشعب السوري وصديقة لقضيته، بعيد جداً ودون المستوى”، وقال: “نحن نضغط عليهم بشكل مستمر”، وأشار إلى أن العالم لا يبالي على الإطلاق بما يحدث في إدلب.
كما أوضح أن الائتلاف الوطني كان قد التقى ممثلي 22 دولة، أبلغهم فيها، استياء وغضب الشعب السوري تجاه ردود الفعل المتراخية والمتواطئة مع الهجمات الشرسة ضد المدنيين في إدلب.
وبيّن أن الائتلاف الوطني طالب ممثلي الدول بالضغط على روسيا كطرف أساسي في الصراع، وقال: إن روسيا تستخدم نظام الهدن كوسيلة تكتيك حربي تعمل من خلاله على تدمير المدن وتهجير السكان.
كما لفت إلى أن الائتلاف الوطني سيقوم بحملة دولية من أجل إدلب وحلب، حيث يتوجه إلى ثلاث عواصم أوروبية أساسية، وهي برلين وباريس، وبروكسل كعاصمة للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى نيويورك للتواصل مع الأمم المتحدة وواشنطن مع الولايات المتحدة حول آخر المستجدات، وقال: إن “لدينا طلبات واضحة سنقدمها بما يتعلق بوقف العدوان ودعم النازحين”.
وأضاف العبدة في مؤتمره الصحفي أن المجتمع الدولي يحاول عبر سنوات “دفعنا نحو العملية السياسية لتحقيق انتقال سياسي في البلاد، ولكن الواقع الحقيقي يقول إن النظام لا يرى إلا الحل العسكري الدموي”، وتابع قائلاً: إن “استمرار الهجوم والحرب السافرة على الشعب السوري والمدنيين والمرافق العامة، سيدمر ليس فقط البنية التحتية وإنما سيدمر العملية السياسية أيضاً، ولن يبقى فائدة منها”.
وبيّن أن اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني أعدت مذكرات قانونية وحقوقية لملاحقة مجرمي الحرب، وخاصة ما حدث خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتحديداً الاستهداف المدنيين والبنية التحتية، وأضاف “نحن على تواصل مع لجان التحقيق الدولية وننقل لهم ما بحوزتنا من وثائق لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب السوري في إدلب من قبل نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية”.