خريطة “الميثاق الملي” بحسب كتاب تاريخ الانقلاب في الجمهورية التركية والأتاتوركية
تداولت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لصفحة من كتاب، تظهر فيها خريطة تشمل تركيا الحديثة، وقد ألحقت بها مناطق من شمال سوريا والعراق، مرفقة بنص مكتوب باللغة التركية، وأضافت تلك الصفحات أن “هذه الخريطة هي التي تُدرَّس في المناهج التركية، في الصف السابع والثامن والتاسع والعاشر”.
وذكرت تلك الصفحات أن هذه الخريطة ضمت إلى تركيا كلّا من حلب وإدلب واللاذقية وطرطوس والرقة وحماة، وجزءاً من حمص.
فريق منصة “تأكد” – المهتم بتمحيص الأخبار والصور وتدقيق المعلومات – بحث عن تلك الخريطة في مناهج التعليم التركية، ووجد أن هذه الخريطة وردت في إطار مناقشة وثيقة تاريخية تعرف باسم (الميثاق الملّي)، ضمن كتاب تاريخ الانقلاب في الجمهورية التركية والأتاتوركية، وهو كتاب مساعد في الصف الثامن.
و(الميثاق الملي) هو اتفاق أقره “مجلس المبعوثان العثماني” (البرلمان) في 28 شباط عام 1920، إثر هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وسقوط معظم أراضيها في يد (الحلفاء).
ووفقاً للميثاق، تم وضع خريطة للأراضي التي سيتم العمل على استعادتها، واحتوت تلك الخريطة إضافة إلى حدود الجمهورية التركية الحالية، كلا من منطقة غرب تركيا الممتدة على أراضٍ بلغارية ويونانية، وفي الناحية الشرقية إقليم كردستان العراق الحالي والموصل، وفي سوريا تشتمل على محافظة حلب وأجزاء واسعة من شمال سوريا.
وبموجب معاهدة سيفر عام 1920، أُلزمت الدولة العثمانية بالاعتراف بكل من سوريا والعراق كمناطق خاضعة للانتداب الفرنسي والبريطاني، فيما ظلت بعض المناطق موضع خلاف بين الجمهورية التركية الناشئة وبين دول الانتداب، إلى أن تم ترسيم الحدود بشكلها الحالي، وفقاً لمعاهدة لوزان الثانية عام 1923 واتفاقيات لاحقة أخرى.
وورد في النص المرفق بالخريطة المكتوب باللغة التركية أنّ “حدود الوطن التركي تم رسمها عن طريق الميثاق الملّي (الوطني)، وَجُوبِه الاحتلال، كما تم قبول القرارات المتخذة في مؤتمرات أرضروم وسواس من قبل مجلس المبعوثان (مجلس النواب العثماني)”.
وتجدر الإشارة إلى أن الخريطة المستخدمة في التعليم الرسمي التركي تختلف عن خريطة (الميثاق الملّي) المتداولة، وفيما يلي صور لخريطة تركيا الواردة في الكتب الرسمية من الصف السابع حتى الصف العاشر.
المصدر: تأكد