مشاهد من مناطق سيطرة نظام الأسد – نيويورك تايمز
أجرى ثلاثة صحفيين من صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية جولة داخل مناطق سيطرة نظام الأسد، وذلك بعد منحهم إذناً للدخول تم تقديمه منذ ستة أشهر.
وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها: إن عناصر مسلحة من مخابرات النظام رافقت الصحفيين وهم يردتدون لباساً مدنياً، وكانت العناصر الأمنية في كل مكان، أحياناً يدّعون أنهم صحفيون للتمويه، كما تواجدوا في كل النقاشات التي أجرتها الصحيفة مع السوريين في الداخل”.
وأوضحت الصحيفة أنّ الوجود الأمني المكثّف انعكس على آراء الناس حيث حمّلوا العقوبات الأمريكية مسؤولية الانهيار الاقتصادي، في حين لم يذكروا حتى الحرب أو “الفساد المستشري في البلاد”.
وبيّنت “تايمز” أن البعض حاول إظهار الحياة التي تعود إلى طبيعتها، وهذا ممكن في العاصمة دمشق التي لم تشهد أضراراً مادية كبيرة، إلا أن المشهد باتجاه دوما كان كافياً لإظهار واقع سوريا ما بعد الحرب، مشيرةً إلى أنه في الطريق من دمشق إلى دوما يبدو المشهد وكأن المدينة تحولت إلى رماد كرماد السجائر، مبانٍ مهدمة، وساحاتٍ فارغة، وأبوابٍ كلها غبار، ومآذن تبدو ظاهرة من تحت الأنقاض.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الوضع كان مختلفاً في اللاذقية، الأقلية العلوية حاربت إلى جانب النظام وقدمت قتلى صورهم في كل مكان على أعمدة الشوارع، في حين ما تزال مدينة حلب تعاني بسبب دمار البنية التحتية، ويعتمد السكان على المولدات الكهربائية مع عدم وجود إعادة إعمار إلا ضمن المبادرات الفردية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه، “مع ذلك، يسوّق النظام على أنه انتصر، ولكن كيف يبدو النصر مع ما لا يقل عن نصف مليون قتيل و11 مليون شخص تركوا منازلهم ومدناً لم يبقَ منها إلا الركام وشوارع تحولت إلى أشباح”.