لبنانيون يتظارون ضد العنصرية – تعبيرية
أصدر عشرات المثقفين والناشطين اللبنانيين بياناً، عقب تفاقم “الحملات التحريضية” المتتالية ضد اللاجئين السوريين في لبنان بالأسابيع الماضية.
ونشر موقع جريدة “المدن” بياناً وقَّع عليه صحافيون وكتاب وناشطون وفنانون وحقوقيون ومثقفون لبنانيون، قالوا فيه: “نعلن استنكارنا المطلق للحملة التي يتعرض لها المواطنون والمواطنات السوريون في بلدنا، وقرفنا الصريح من هذه الهستيريا العنصريّة التي يديرها وزير خارجيتنا السيد جبران باسيل، ضد أفراد عزل هجرهم من بلدهم نظامهم القاتل، فيما عاونَه على تهجيرهم طرف لبناني يشارك اليوم، ومنذ سنوات، في حكومات بلدنا”.
وأشار الموقعون، إلى أن الحملة تنشر وتعمم “عدداً من المغالطات التي تجافي ما توصّلت إليه دراسات كثيرة مُعززة بالأرقام حول العمالة السورية”، وأضافوا أنها “تسيء إلى الاقتصاد اللبناني بين مَن تسيء إليهم”.
وأوضحوا أن الحملة، “وبحجة الحرص على توفير فرص العمل للبنانيين، لا تعمل إلا على تجفيف مصادر الدخل الوطني والمعونات التي تتوفر بفضل الوجود السوري في لبنان، وهذا في ظل تراجع عائدات المصادر التقليدية للاقتصاد اللبناني”.
ونوهوا إلى أن الحملة “تسمم المناخ الداخلي برمته، وهو المُبتلى أصلاً بطائفية يبالغ في شحذ شفرتها وفي استنفار غرائزيّتها زعماءٌ شعبويون يتقدمهم باسيل نفسه”، وأضافوا أنها تتسبب بـ “اعتداءات مباشرة وترويع للأفراد السوريين ولمؤسساتهم المتواضعة”.
وأردف الموقعون، أن الحملة تترافق مع إجراءات سياسية وإدارية وأمنية تقوم بها أجهزة الدولة اللبنانية “مما لا يمكن وصفه بغير التعسف والإذلال المتعمد، وذلك لتحويل إقامة اللاجئين في لبنان إلى جحيم لا يُطاق، وما وقائع حرق مخيمات أو هدمها وتوقيف لاجئين وتسليمهم عبر الحدود إلى نظام الأسد”.
ويشهد لبنان في الآونة الأخيرة حملة غير مسبوقة تستهدف اللاجئين السوريين في مسعى إلى إعادتهم إلى بلدهم، ويقودها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل و “التيار الوطني الحر” اللبناني الذي ينتمي إليه “باسيل”.
ويأتي ذلك، بعد أن اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات لترحيل كل لاجئ سوري دخل “خلسة” إلى لبنان بعد تاريخ 24 من نيسان 2019، وتسليم المرحلين إلى نظام الأسد، وفقاً لما أعلنته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مؤخراً.