وعد الخطيب مع زوجها والمخرج إدوار واتس
عُرض الفيلم الوثائقي السوري “إلى سما” للمخرجة “وعد الخطيب” والمخرج الإنكليزي “إدوار واتس” خلال مهرجان “كان السينمائي” في دورته الـ 72 المقام في فرنسا لمرتين على التوالي يومي الأربعاء والخميس 15 – 16 أيار، لينافس في ذلك أفلاماً سيتم عرضها ضمن ما يعرف بـ “العروض الخاصة وعروض النقاد وبرنامج الأفلام القصيرة”.
الفيلم والذي يحمل اسم “إلى سما” ومدته 95 دقيقة يوثق جزءاً من الأحداث التي شهدتها مدينة حلب في الفترة الممتدة بين 2012 إلى نهاية 2016 حين تهجر أبناء من مدينة حلب بعد الهجوم المشترك للنظام وروسيا على المدينة.
رسالة أم إلى ابنتها
تقول مخرجة الفيلم “وعد الخطيب” في تصريح لـ “حلب اليوم” إن الفيلم هو عبارة عن رسالة منها كـ “أم” إلى ابنتها وتحتوي تفاصيل الثورة السورية ومراحلها، مضيفة أن الفيلم يتحدث عن حياتها وكيف اجتمعت مع زوجها والذكريات التي شاركتها مع الناس الذين قضوا في المدينة بفعل المعارك والقصف، كما أنه يضم لقطات لبعض الأحداث الهامة التي شهدتها المدينة مثل “مجزرة النهر” و”التدخل الروسي”، كما يوثق لحظات صمود الناس خلال فترة القصف، واللحظة الأخيرة لمرحلة التهجير.
وتشير “الخطيب” إلى أن الفيلم حمل اسم ابنتها التي ولدتها في أحد مشافي المدينة التي كانت تتعرض حينها للقصف من قبل النظام وروسيا، موضحةً أن عمر طفلتها بلغ العام حين تم تهجيرهم من حلب نهاية 2016.
نقطتان ركز عليهما الفيلم
حاولت المخرجة السورية تسليط الضوء في فيلمها على نقطتين وهما أن ما جرى في سوريا ليس “حرباً أهلية” إنما ثورة شعبية ضد نظام قام بقتل وتشريد السوريين، وأن الحل لوقف ما يجري هو رحيل هذا النظام.
أما النقطة الثانية فتقول “الخطيب” إنها حاولت لفت أنظار العالم إلى أنه وبالرغم من كل ما جرى في سوريا، إلا أن الشعب السوري أثبت قدرته على الصمود والتحدي والعمل على التأقلم والعيش كحياة طبيعية.
وعبرت “الخطيب” في إفادتها لـ “حلب اليوم” عن أملها بأن يكون الفيلم وسيلة إلى لفت أنظار العالم إلى ملف اللاجئين السوريين، وخاصة أن لكل واحد منهم قصته الخاصة التي تروي حكاية بلد وثورة وكيف أنه أجبر على ترك بلاده قسراً.
وتضيف أن الفيلم وثق أيضاً مراحل تشكل الحراك الثوري في جامعة حلب، وكيف تحررت المناطق في المدينة، وكيف بدأ الناشطون بمختلف المجالات بالعمل على تأسيس مجتمعات خاصة بهم.
تقول “الخطيب” إن ما دفعها للعمل على إخراج الفيلم هو شعورها بضرورة نشر ما تمت أرشفته وتصويره ليروي قصة المدينة، وليكون رداً على النظام الذي يقول إن من كان داخل حلب هم من “الإرهابيين”.
سلسلة جوائز حصدها الفيلم
حصد الفيلم الذي استمرت عملية إخراجه قرابة العامين العديد من الجوائز ومنها جائزتي “أفضل فيلم وثائقي” و “جائزة الجمهور” في مهرجان “ساوث باي ساوثويست” بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصد جائزة “التحكيم الخاصة” في مهرجان “هوت دوكس الكندي الدولي” وحصلت “الخطيب” على جائزة أفضل مصورة للأفلام الوثائقية في مهرجان RiverRun السينمائي الدولي في الولايات المتحدة.
ورفع صناع الفيلم “وعد الخطيب” و”إدوار واتس” بالإضافة لزوجها الدكتور “حمزة الخطيب” مدير مشفى القدس سابقا لافتات خلال المهرجان أدانوا فيها استهداف النظام للمستشفيات وطالبوا بوقف القصف، كما تم التركيز خلال حديثهم للصحفيين على ما يجري في إدلب على أمل أن يكون هناك أي تحرك لوقف القصف الذي تتعرض له المنطقة.
يذكر أن “وعد الخطيب” لم تدرس الإعلام أو تعمل به قبل الثورة، ومع اندلاعها بدأت بتصوير مظاهرات في جامعة حلب، ثم اتجهت لتغطية أخبار المدينة إلى أن أصبحت ناشطة إعلامية، وعملت الخطيب مع العديد من القنوات العربية والأجنبية، وفي نهاية عام 2015 بدأت بالعمل مع قناة “الرابعة البريطانية”.
إعداد: فريق التحرير