صورة تعبيرية
أفاد مراسل “حلب اليوم” نقلاً عن مصادر من داخل مدينة البوكمال بريف دير الزور، بأن قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له بدأت بتعزيز مواقعها، بالتزامن مع تداول معلومات عن استعدادات تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية لمهاجمة البوكمال بدعم من التحالف الدولي.
وقالت المصادر لمراسلنا إن الحرس الثوري استقدم أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية إلى البوكمال، وبدأ بنشرها في حي الكتف على الحدود السورية – العراقية.
تسريبات حول هجوم محتمل لـ “قسد” على مناطق “الحرس الإيراني”
ذكرت شبكة “فرات بوست” أن قوات سوريا الديمقراطية، تستعد لشن هجوم على مواقع سيطرة الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وقالت الشبكة المتخصصة بنقل أخبار المنطقة الشرقية، إنها حصلت على تسريبات من مصدر في دير الزور تتحدث عن استعداد “قسد” بدعم من التحالف الدولي لشن هجوم على البوكمال، وسيشارك فيه كل من “مجلس دير الزور العسكري” و”جيش مغاوير الثورة” الذي تم التواصل معه من قبل “حلب اليوم” ونفى احتمالية مشاركته في أي معركة إلى جانب أو تحت إمرة “قسد”.
وبحسب مصدر الشبكة فإن الهدف من معركة البوكمال، هو قطع الطريق الذي يصل العراق بسوريا وتستخدمه إيران لدعم ميليشياتها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المعركة قد تنطلق ابتداءً من مدينة البوكمال، لتصل فيما بعد إلى العشارة.
ولفتت الشبكة إلى أن التحالف الذي تقوده أمريكا زود قسد خلال الأسبوعين الأخيرين بكميات كبيرة من الأسلحة، وشوهدت العشرات من الشاحنات التي تحمل أسلحة ومعدات ثقيلة وهي تدخل إلى مناطق سيطرتها بدير الزور.
“مغاوير الثورة”: قرار الهجوم لم يتخذ بعد
قال مدير المكتب الإعلامي “الخارجي” في جيش مغاوير الثورة “أبو ماريا”، إن اجتماعات تجري في الوقت الحالي بخصوص شن عملية عسكرية ضد الحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن جميع الخيارات مطروحة لكن إلى الآن لم يتم حسم قرار الهجوم من عدمه.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ “حلب اليوم“، أنه في حال تم البدء بعملية عسكرية ضد الحرس الإيراني وميليشياته، فستتركز على منطقة البوكمال وطول الحدود السورية – العراقية، وذلك بهدف قطع خطوط الإمداد التي تستخدمها إيران.
وحول إمكانية مشاركتهم إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية قال: “جيش مغاوير الثورة لا يمكن أن يقاتل تحت إمرة قسد أو يعمل معها”، مشيراً إلى أن هناك فصائل من الجيش الحر (لم يسمها) قد تشارك تحت إمرة التحالف الدولي ومغاوير الثورة.
ونوه مدير المكتب إلى أن جيش مغاوير الثورة قام بفتح باب التطوع في صفوفه، كما بدء بتنفيذ تدريبات واسعة.
تطورات سبقت الحديث عن الهجوم المحتمل
من أبرز التطورات التي سبقت الحديث عن الهجوم المحتمل على الحرس الثوري الإيراني، هو تصنيف الأخير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة “التنظيمات الإرهابية”.
حيث أدرجت واشنطن الحرس الإيراني على اللائحة يوم 8 نيسان الجاري، ويمثل هذا التصنيف الذي بدء سريانه يوم 15 نيسان الجاري أحدث تصعيد لحملة “الضغط الأقصى” التي تشنها الإدارة الأمريكية وتستهدف أنشطة إيران، وفقاً لما ذكره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
الإجراء الأمريكي دفع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للرد بما وصفه بالمثل، حيث تم إدراج “القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)” على لائحة “التنظيمات الإرهابية” الخاصة به.
وحذر وزير الخارجية “محمد جواد ظريف” الولايات المتحدة من الدخول بـ “مأزق وكارثة” إذا صنّفت الحرس كمنظمة إرهابية، كما هدد القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء “محمد جعفري” من هذه الخطوة التي رأى أنها ستجعل القوات الأمريكية في المنطقة “تخسر راحتها وطمأنينتها”.
لكن التجارب السابقة أثبتت أن إيران لطالما احتفظت بتهديداتها، ففي عام 2017 أقر الكونغرس قانون “مواجهة خصوم أمريكا من خلال العقوبات”، وحينها هددت طهران باستهداف القوات الأمريكية إلا أن ذلك لم يتحقق.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي “جون بولتون” قال في مؤتمر صحفي العام الماضي، إن بلاده ستضغط على إيران لدفعها إلى الانسحاب من سوريا، مشيراً إلى أن سبب بقاء القوات الأمريكية في الأراضي السورية هي إيران ووكلائها على الأرض.
الخلاصة: يبقى الوضع في المنطقة الشرقية مفتوحاً على احتمالات مختلفة، مع عدم وضوح المرحلة الحالية، وتمسك إيران بموقفها الرافض للانسحاب من سوريا، إلا أن الوقائع الماضية أظهرت أن إيران وميليشياتها غير مستعدة لتلقي أي ضربات، حيث سبق وأن أخلت بعض من مواقعها في دمشق وحمص بعد تعرضها لضربات جوية إسرائيلية.
