الجندي الإسرائيلي “بوميل” (أرشيفية)
كشفت جريدة “المدن” اللبنانية عن مصدر خاص، أن الاستخبارات الإسرائيلية اعتقلت عدداً من الفلسطينيين من الضفة الغربية في فترات مختلفة، عندما علمت أنهم قدموا من سوريا، وحققت معهم.
وأشارت “المدن” أن الاستخبارات الإسرائيلية استطاعت من خلال التحقيقات، أن تحصل على مجموعة من المعلومات الخاصة بوجود الرفات في المقبرة التابعة لمخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق.
لكن المعلومات التي حصلت عليها تل أبيب من المعتقلين اكتملت بشكل تام وفق عمليات ميدانية أشرفت عليها وحدة كوماندوز خاصة تابعة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي.
ووفق معلومات “المدن”، فقد ساعدت هذه الوحدة الإسرائيلية قوةً مما تسمى بـ”المرتزقة” وهي تابعة للجيش الروسي، وبمساعدة أشخاص “محليين” متواجدين على الأراضي السورية، حتى تم الوصول في نهاية المطاف إلى القبر الذي كانت رفات “بوميل” موجودة فيه، وكذلك حاجياته الشخصية الموجودة في أحد الأماكن.
وبحسب “المدن”، فإن رئيس السلطة الفلسطينية الراحل “ياسر عرفات” كان قد وعد منذ نشوء السلطة الفلسطينية عام 1994 بالمساعدة في الوصول إلى رفاته، كما وعدت حركة “حماس” بعض الأطراف الأوروبية والإقليمية التي توسطت في صفقة “وفاء الأحرار” (شاليط) بالمساعدة في الوصول إلى الرفاة واستعادتها، فضلاً عن وعود من حزب الله اللبناني للوسيط الألماني بالمساعدة في ذلك منذ سنوات.
ولكن لم يحدث أي تقدم على هذا الصعيد نتيجة الوعود، إلى أن حدث التقدم “الدراماتيكي” المتسارع في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن إسرائيل عملت على ذلك، مستفيدة مما أسمته “حالة الفوضى” في سوريا.
مصدر سياسي مطلع قال لـ”المدن”، إن المساعدة الروسية الرسمية تمت في الأشهر الأخيرة من ناحية لوجستية وحدوث تفاهمات مع جهات “محلية”، لنقل رفات الجندي ومقتنياته الشخصية، وبموافقة نظام الأسد بناء على الجهد الروسي المذكور.
مصدر مقيم في موسكو كشف لـ”المدن”، أن خط سير عملية نقل رفات الجندي الإسرائيلي تمثل بنقلها من سوريا إلى روسيا، وثم إلى إسرائيل، على غرار ما حصل في قضية استعادة دبابة إسرائيلية استولى جيش النظام عليها خلال إحدى المعارك قبل سنوات طويلة، إذ جلبها نتنياهو معه قبل ثلاث سنوات أثناء عودته من موسكو إلى تل أبيب.
وبحسب هذا المصدر، فإن الجهات “المحلية” التي ساعدت في تحديد القبر الذي يتواجد فيه رفات الجندي وكذلك بالنسبة لمقتنياته الشخصية، متصلة بجماعة مسلحة كانت متواجدة قرب الحدود مع المحتل الإسرائيلي، حيث قدمت المساعدة في هذا الملف مقابل مساعدات مالية وأمنية لها من قبل إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، كان قد لمّح في سياق حديث له قبل نحو سبعة أشهر، ارتباطاً بحادثة تسبب إسرائيل بإسقاط الطائرة الروسية العسكرية فوق سواحل اللاذقية، بأن بلاده تعمل على مساعدة إسرائيل في سوريا بخصوص قضية “إنسانية”، غير أنه لم يوضح طبيعتها، إلا أنه يبدو كان يتحدث عن رفات الجندي “بوميل”.