التقى مراسل “حلب اليوم” مع إحدى المعتقلات السابقات في سجون النظام والتي أفرج عنها أواخر عام 2017، بعد اعتقال دام ست سنوات ذاقت فيه ما وصفته بـ “أهوال التعذيب”.
وروت المعتقلة التي تقيم بريف حلب الشمالي واسمها “رانيا عبد الحكيم”، وتنحدر من مدينة حمص، تفاصيل اعتقالها، حيث تم توقيفها على أحد حواجز النظام في آذار 2011 مع أطفالها الثلاثة، عندما كانت ذاهبة إلى العاصمة، وطلب منها مراجعة أحد الأفرع الأمنية لمدة ساعتين، لتمكث في السجن لمدة ست سنوات.
وأشارت المعتقلة إلى أن النظام أفرج عن أطفالها بعد ستة أشهر، ووضعهم في أحد الملاجئ، وأبقى عليها بعد توجيه تهم بالتعامل مع “المسلحين” و “تأمين انشقاق ضباط في جيش النظام”.
وتضيف “الحكيم” أنها تنقلت خلال فترة اعتقالها بين العديد من الأفرع الأمنية وتعرضت للتعذيب، وشاهدت كل أصنافه بدءاً من الاغتصاب إلى الحرق والسلخ وقلع الأظافر، بحسب قولها.
وتابعت “خرجت من السجن أواخر عام ٢٠١٧، حيث قام النظام بوضعي بأحد أحياء دمشق دون حجاب وبثوب ممزق ودون حذاء والحروق في جسمي واضحة، ولا أعي أين أنا وهل فعلاً أفرجوا عني أم لا لأنهم قاموا بتعذيبي وضربي حتى أغمي علي ووجدت نفسي مرمية في الشارع”.
وأردفت قائلة: “قام أحد الأشخاص بأخذي إلى منزله والعناية بي ثم بدأت بمسيرة البحث عن أطفالي لأجدهم بأحد الملاجئ، إلا أنهم لم يتعرفوا علي في البداية، وبعد ذلك قررنا التوجه إلى حمص لأجد عائلتي قضى معظم أفرادها في مذبحة الحولة التي قام بها النظام، والبعض الآخر ذهب إلى الغوطة وهناك قضى بالقصف الجوي والصاروخي”.
وختمت المعتقلة حديثها بتوجيه رسالة إلى “الثوار” قالت فيها ” لكل ثائر ولكل من خرج ضد النظام أقول له هناك نساء بالآلاف في معتقلات النظام يصرخن ليل نهار، ويذقن ما لم يتخيله بشر حاولوا أن تخرجوهن من السجون، لأنها مسؤولية كل حر ثائر فهن لم يعتقلن إلا من أجل الثورة”.