تذيلت سوريا قائمة الترتيب العربي في مؤشر حرية الإعلام لعام 2017، وحافظت على مركزها ضمن “القائمة السوداء “في الترتيب العالمي بالمركز 177 من أصل 180 دولة شملها التصنيف السنوي عن حرية الصحافة في العالم والذي أصدرته مؤخراً منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية.
وذكرت “مراسلون بلا حدود” أنه “بعد 6 أعوام على اندلاع الحرب الدموية في سوريا، أصبحت هذه الأخيرة أكثر دول العالم فتكاً بحياة الصحفيين، علماً أنها لا تزال تراوح مكانها في المركز 177، إذ لم يُتخذ أي إجراء حتى الآن لحماية الصحفيين من الجنون الهمجي الذي يدير به الرئيس الدكتاتور (بشار الأسد) الأزمة الحالية ولا من نيران الجماعات الجهادية المتعصبة، والتي لا تتوانى عن استخدام كل الوسائل المتاحة، حتى تلك التي لا يمكن تصورها، من أجل إشباع تعطشها للدماء”.
وتصدر التصنيف العالمي لحرية الصحافة دولة النرويج فيما تذيلته كوريا الشمالية، أما عربياً فقد تصدرت جزر القمر الترتيب (المركز 44 عالمياً)، وحافظت سوريا على تذيل الترتيب، فيما انضمت مصر والبحرين كوافدتين جديدتين إلى “القائمة السوداء” التي باتت تشمل 21 دولة، في حين حافظت دول كوريا الشمالية وتركمانستان وأريتريا على احتكارها لذيل الترتيب العالمي.
وبحسب المنظمة سيطرت قارة أوروبا على المراكز العشر الأولى في المؤشر بوجود 8 دول أوروبية، وفي المقابل، كان لقارة آسيا النصيب الأوفر في قائمة آخر 10 دول بوجود 5 دول آسيوية، في منافسة مع قارة إفريقيا التي كان لها 4 دول، وكان الحضور العربي ملحوظًا بوجود 3 دول عربية في القائمة، وهي: سوريا، والسودان، وجيبوتي.
وشهد ترتيب معظم الدول العربية – البالغ عددها 22 دولة – في مؤشر حرية الصحافة لهذا العام انحداراً عن العام الماضي، إذ تقلّص ترتيب 13 دولة عربية في مؤشر 2017، عن مؤشر 2016، وبلغ هذا الانحدار أقصاه لموريتانيا التي انخفضت 7 مراكز في العام الحالي عن العام الماضي؛ مما أفقدها صدارة ترتيب الدول العربية، لتحل محلها جزر القمر في الصدارة بعد صعودها 6 مراكز، فيما احتفظت سوريا بتذيلها للترتيب العربي بحلولها في المركز (177 عالميًا).
تجدر الإشارة إلى أن منظمة “مراسلون بلا حدود” كانت قد منحت جائزة “حرية الصحافة” لعام 2016 للناشط الإعلامي السوري البارز هادي العبدالله.
وكان المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، قد وثق في تقريره السنوي لعام 2016 وقوع 183 انتهاكاً بحق الإعلام في سوريا، منها توثيق مقتل 52 إعلامياً، ليرتفع عدد الانتهاكات التي وثقها المركز منذ بداية الثورة السورية في منتصف شهر آذار/ مارس 2011 إلى 784 انتهاكاً كان من بينها 379 حالة قتل.
ووفقاً لتقرير المركز، تصدّر النظام السوري قائمة المنتهكين خلال عام 2016 بـ 86 انتهاكاً، تلاه “حزب الاتحاد الديمقراطي”(PYD) بـ 23 انتهاكاً، متقدماً بذلك على تنظيم “الدولة” الذي ارتكب 20 انتهاكاً، في حين ارتكبت جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) و”جيش الفتح” 15 انتهاكاً، أما روسيا فقد ارتكبت 8 انتهاكات، ولم يتم التعرف على المسؤولين عن ارتكاب 17 انتهاكاً آخر.
يشار إلى أن التصنيف العالمي لحرية الصحافة ينشر سنوياً منذ عام 2002 بمبادرة من منظمة “مراسلون بلا حدود”، حيث يعمل على قياس حالة حرية الصحافة في 180 بلداً، انطلاقاً من تقييم مدى التعددية واستقلالية وسائل الإعلام واحترام سلامة الصحفيين وحريتهم، علماً أن جدول ترتيب 2017 يأخذ بعين الاعتبار الانتهاكات المرتكبة بين 1 يناير/كانون الثاني و31 ديسمبر/كانون الأول من عام 2016.
ويعتمد التصنيف على 7 معايير أساسية تشمل (تعددية الإعلام وتنوعه، استقلاليته ، بيئة العمل الإعلامي والرقابة الذاتية، الإطار القانوني للأنشطة الإعلامية والمعلوماتية، قياس الشفافية في المؤسسات، جودة البنية التحتية التي تدعم إنتاج الأخبار والمعلومات، والانتهاكات والعنف ضد الصحافيين)، ليتم حساب كل معيار ما بين صفر إلى 100، بحيث يكون الأفضل في حرية الصحافة هو الصفر، والأسوأ هو المائة.
المصدر: رابطة الصحفيين السوريين