فرضت بعض الفصائل العاملة في مدينة عفرين أتاوات على العديد من أصحاب حقول الزيتون في المنطقة، ومنعتهم من الوصول الى أراضيهم إلا بدفع مبالغ مالية كبيرة.
وتضع تلك الفصائل يدها على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في عفرين بدعوى أن أصحابها لهم ارتباطات “بوحدات حماية الشعب الكردية”.
وقال “أبو شيار” وهو مزارع من عفرين لحلب اليوم: “تفاجأت بمنعي من الدخول إلى أرضي، من قبل شخص كان يقوم بجني محصول الزيتون، وقال لي إنه قام بضمان الأرض من إحدى الفصائل بمنطقة جنديرس بريف عفرين بمبلغ 2000دولار”.
وأضاف أبو شيار “عندما راجعت ذلك الفصيل أخبروني أن الحقل يعود لوحدات حماية الشعب الكردية وطالبوني بإحضار أوراق ثبوتية لا أملكها”.
وقال مزارع آخر يدعى “أبو عبدو” لحلب اليوم إنه استطاع العمل في أرضه بعد أن اشترطت عليه إحدى الفصائل تقديم نسبة من موسم الزيت بعد القطاف والعصر، بحجة حمايته وحماية حقله، موضحاً أنه قبل مجبراً، كون موسم الزيتون مصدر رزقه الوحيد.
تعامل الفصائل حول حقول الزيتون يختلف من منطقة لأخرى في عفرين، ففي بلدة راجو شُكِل مكتبٌ اقتصادي يتبع لفصيل “أحرار الشرقية” مهمته ضمان الأرض من أصحابها والعناية بها بشكل كامل وحراثتها مقابل الحصول على تكاليف محددة ونسبة من المزارع، بعد جني المحصول، فيما تعود نسبة أخرى لصاحب الأرض، الأمر الذي اعتبره “أبو هورو” -وهو مزارع في عفرين- جيد في ظل التخوف من الذهاب للأرض بسبب وجود الألغام وصعوبة حراثتها وتخديمها، فضلاً عن السرقات التي تتعرض لها.
من جهتها أصدرت هيئة الأركان العامة و قيادة الجيش الوطني اليوم الأربعاء، تعميماً دعت فيه كافة الفصائل بتسليم جميع قطاعات أشجار الزيتون العائدة للممتلكات العامة والخاصة، للمجالس المحلية، في مختلف قرى وبلدات عفرين، محملة الفصائل التي لا تلتزم بمضمون التعميم مسؤولية المخالفة.
وأشارت هيئة الأركان إلى أن هذا التعميم يأتي للحفاظ على الأملاك العامة والخاصة في منطقة عفرين وريفها.
وسيطرت فصائل الجيش الحر مدعومة بقوة من الجيش التركي، على مدينة عفرين والقرى والبلدات التابعة لها بشكل كامل بتاريخ 18 آذار 2018.
وتقول الشرطة العسكرية في عفرين إنها مستعدة للتحرك ضد أي انتهاك من قبل الفصائل في عفرين في حال تقدم الأهالي بشكوى رسمية لديها.