“سراقب التي ذاقت القصف بأنواع مختلفة ومدمرة من الأسلحة. هي الآن خاوية على عروشها”، بهذه الكلمات تحدثت الخمسينية “أم كمال” التي تعتبر من أواخر من فر من المدينة الواقعة على أهم طريق في المنطقة “اتستراد دمشق – حلب”.
كانت أم كمال تحاول تهدئة القبيلة الكبيرة من الأطفال التي تعيش معها في البيت الجديد حيث قادتها رحلة النزوح إلى بلدة قريبة مصطحبة معها أفراد عائلتها وعدداً من الأطفال من أولاد أقاربها، فـ “لا يوجد بيوت بهذه الكثرة، والإيجارات غالية، لذلك عادة ما تسكن مجموعة من العائلات في نفس المكان”.
بالنسبة لأم كمال لم تكن أجور البيت هي المرتفعة فقد حالفها الحظ في الحصول على بيت مجاناً من أحد معارفها؛ لكن كلفة نقل الأمتعة من سراقب إلى مكان النزوح كانت باهظة للغاية.
“السيارة التي تنقل الأمتعة تتقاضى مبالغ كبيرة. على سبيل المثال تكلفة النقلة الواحدة من سراقب إلى مدينة الأتارب بريف حلب بلغت 100 ألف ليرة سورية. وهكذا كل حمولة سيارة بـ 100 ألف”.
ويعاني أهالي سراقب الذين توافدوا بالآلاف إلى المناطق القريبة والبعيدة في أرجاء المحافظة، باحثين عن مأوى، عقب تصاعد القصف على المدينة.
وتعددت أصناف المعاناة التي بدأت من ترك الديار والبعد عن مهوى الفؤاد، مروراً بالتكلفة العالية جداً لنقل الأمتعة والاحتياجات الضرورية، وليس انتهاء بصعوبة البحث عن بيوت للإيجار في ظل موجة ارتفاع رهيبة يشهدها الريف الشمالي لمحافظة إدلب المتاخم للحدود السورية – التركية.
وكان عدد من الناشطين الإعلاميين في ريف إدلب قد أطلق حملة نازح وليس سائح، بعد تكرار الحوادث المتعلقة باستغلال النازحين من المناطق التي يتقدّم فيها نظام الأسد أو التي تشهد عمليات قصف شديدة، وآخرها ما تشهده مدينة سراقب من قصف أدى إلى موجة نزوح كبيرة.
المصدر: موقع اقتصاد – محمد كساح