خطوة إلى الأمام، وأخرى إلى الخلف، وكأنّ شيئاً ما سيحدث، ودّع “خديجة جنكيز” ومضى على قلق..
على باب القنصلية السعودية في إسطنبول، الساعة الواحدة والربع إلّا نصف دقيقة، التقطت آخر صورة للصحافي السعودي “جمال خاشقجي” في الثاني من تشرين الأول الجاري.
غاب “خاشقجي” عن الأعين، ليشغل بعدها العالم، بقصّة اختفاء مضى عليها أسبوعاً كاملاً دون فكّ طلاسم الاختفاء عند محبيه، والجريمة عند مبغضيه، ليبقى حاضراً إلى حين..
صحيفة واشنطن بوست التي انفردت بنشر آخر صورة للصحافي السعودي، ذكرت نقلاً عن “خديجة جنكيز”، التي يقال إنها خطيبته، قولها: “لا أستطيع الأكل.. لقد تركني ومضى لينهي أوراقاً في القنصلية من أجل معاملة الزواج.. لكنّه اختفى”.
بعد ساعات من اختفاء الصحافي السعودي البالغ من العمر 59 عاماً، سارعت وسائل إعلام عربية وعالمية إلى نشر التكهّنات حول مصيره، لتأتي السلطات التركية بعد أيام، وتقول: إنه قُتل داخل السفارة.
15 شخصية سعودية دخلت الأراضي التركي بطائرتين، وغادرتا البلاد في اليوم الذي اختفى فيه “خاشقجي”، والحديث عن شاحنة وُضعَت جثّته فيها ونقلت خارج السفارة، بعد تعذيبه وقتله بطريقة بشعة، وتصوير شريط فيديو للعملية. والكلام هنا لجهات عدّة من بينها بيت الإعلاميين العرب في إسطنبول.
ربما بدوافع العاطفة، تؤكد خطيبته التركية ذات 36عاماً أنّ “خاشقجي” لم يمت، ولا يزال الأمر مجرّد اختطاف.
على صفحته في فيسبوك كتب الصحافي الأردني جواد العمري: “انطلاقا من أخلاقيات المهنة، ينبغي على الصحفي أن يورد الروايات المختلفة من أصحاب العلاقة، دون أن ينصّب نفسه حكماً على مصداقيتها، بل يورد الحقائق المؤكدة التي تساعد من يتابع القصة على الاستنتاج أو الحكم أو اتخاذ موقف أو تشكيل رأي”.
وأورد الصحافي الأردني، في منشور مطوّل أمثلة عن تعامل الإعلام مع الأحداث التي من المحتمل أن يكون فيها ضحايا.
وأضاف: “مات خاشقجي أم لم يمت، يجب ألّا يخضع هذا الأمر لتحليلاتنا، وعلينا التريث قبل ترجيح رواية على أخرى، فحتى الآن لا جثة، ولا مجرم، ولا سلاح جريمة تم الكشف عنه، وهذا يبعث الأمل في نفس أهله”.
داعياً الإعلاميين والصحفيين إلى التعامل بأخلاق مهنية مع قضية اختفاء الصحافي.
ربما كان يعلم الصحافي السعودي بأنّ هناك مكيدة مدبّرة له، فتصريحات خطيبته تشير إلى أنه طلب منها في حال تأخره إخبار جهات عدّة بالأمر، وترك هاتفه المحمول معها ومضى دون أن يعود حتى الآن. فيما رجّحت بعض الاحتمالات إلى أن ساعة بيد “خاشقجي” ربما تكون كفيلة بكشف مصيره، “إنها ساعة “i watch”، وترسل تلك الساعة إشارات إلى هاتفه عادةً”، يقول أحدهم بحثاً عن خيوط يهتدي بها المحقّوق الذين بدأوا بعد ساعات من اختفاء “خاشقجي” العمل على كشف مصيره، وسط تكتّم تركي تام إلى حين الانتهاء من التحقيقات.
اقرأ أيضاً:
التفاصيل الكاملة حول اختفاء “جمال خاشقجي” بعد مراجعته للقنصلية السعودية في اسطنبول
“واشنطن بوست” تتضامن مع “جمال خاشقجي” بعمود فارغ
ثنايا الخبر: مصادر تركية ترجح مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده – شاهد