قالت “وزارة الدفاع البريطانية” اليوم الجمعة 8 آذار، إن مدنياً واحداً فقط قتل جراء غاراتها الجوية في (سوريا والعراق) خلال 4 أعوام ونصف العام، وهو ما شكك فيه بشدة حقوقيون ونواب بريطانيون.
جاء ذلك في إحصاء للوزارة تلبية لطلب من منظمة “مكافحة العنف المسلح AOAV”، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
وذكر الإحصاء أن “غارات سلاح الجو البريطاني استهدفت خلال الفترة بين 2014 وكانون ثاني من العام الجاري، 4 آلاف و315 مسلحاً من (تنظيم الدولة)، وقتلت 4 آلاف و13 منهم وأصابت آخرين”.
وتابعت الوزارة أنها حددت حالة واحدة فقط لقتل مدني جراء غاراتها، “على الرغم من أن 70% منها نفذت بقنابل يتجاوز وزنها 200 كيلوغرام”، في حين أوضحت الوزارة أن “هذه الإحصائية تأتي استناداً إلى صور ومقاطع مصورة سُجلت من الجو”.
وشكك المدير التنفيذي لـ “AOAV” (يان أوفرتون)، في هذه الأرقام، قائلاً إنهاً “لو ثبتت صحتها لأصبحت أفضل معدل في النزاعات المسلحة المعاصرة، لكن معظم الخبراء لا يثقون بها”، وتابع قائلاً: “يبدو لهم أنه يتعين على المملكة المتحدة فعل المزيد في سبيل تحسين الشفافية حول سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات”، وفقاً لإندبندنت.
من جانبه، وصف “كريس وودز”، مدير منظمة “Airwars” المختصة برصد نتائج الغارات الجوية، هذه الأرقام بأنها “مثيرة للسخرية”، بحسب المصدر ذاته.
فيما ذكر النائب عن “حزب العمال” المعارض وعضو لجنة التنمية الدولية في البرلمان البريطاني “لويد راسيل مويل”، أن هذه المعطيات تفتقر إلى المصداقية، وحذر من أن بيانات كهذه لا تنسف ثقة المواطنين بحكومتهم فحسب، بل وتشكل خطراً لأنها تنشر بين الناس فكرة مفادها أن الحرب لا يدفع أحد ثمنها.
جدير بالذكر، أن تقريراً للتحالف الدولي بقيادة “أمريكا”، أفاد بأن العمليات التي أجراها في (سوريا والعراق) منذ العام 2014 وحتى نهاية شهر كانون الثاني2019 أدت إلى مقتل 1257 مدنياً.
وأعلن أيضاً تقرير صادر عن “التحالف” الذي يقود العمليات ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، أنه “شن 33921 ضربة في الفترة ما بين آب 2014 حتى نهاية يناير 2019″، وذلك وفق المعلومات المتوفرة من قبل المجموعة العملياتية المشتركة في عملية العزم الصلب.