ازداد تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية خلال الأيام العشر الماضية في مخيم “الركبان” على الحدود السورية – الأردنية، وذلك جراء الحصار المفروض عليه من قبل النظام، الذي يتزامن مع إعلان روسيا افتتاح معابر “إنسانية” تصل “الركبان” مع مناطق نظام الأسد.
وأكدت الإدارة المدنية في مخيم الركبان في منشور على صفحتها “فيس بوك”، أنه لم يتجه أي مدنيّ من المخيم إلى المعابر التي أعلنت روسيا عن افتتاحها، موضحة أن السبب هو “الغموض” حول المصير الذي سيلاقي النازحين بعد المرور من المعابر.
ويخشى بعض قاطني مخيم الركبان الذهاب إلى مناطق النظام، خوفاً من الاعتقال وخاصة أن العديد منهم شارك في الحراك الثوري، كما يحذر مسؤولون في المخيم من حدوث حالات “انتحار” في حال فُرض على النازحين التوجه إلى المعابر.
وأفاد “محمود قاسم الهميلي” المتحدث باسم “مخيم الركبان”، في تصريح خاص لـ “حلب اليوم“، بأن المخيم ومنذ 10 أيام يعيش حصاراً خانقاً فرض عليه من قبل نظام الأسد الذي أغلق جميع طرق التهريب المؤدية إلى “الركبان”، والتي يتم من خلالها جلب المواد الغذائية والتموينية.
وأضاف “الهميلي”، أن الغذاء الذي أدخلته الأمم المتحدة إلى المخيم يكفي لبضعة أيام فقط، لكن باقي المواد ارتفع سعرها عشرة أضعاف، حيث بلغ سعر برميل المازوت أكثر من “250” ألف ليرة سورية إن وجد، بينما تجاوز سعر لتر “الكاز”، ألف ليرة، وكذلك مادة البنزين.
ولفت المتحدث إلى أن الغلاء في المخيم وصل إلى مراحل غير “مسبوقة”، معبراً عن تخوفه من قيام بعض الأشخاص بالتفكير بالانتحار قبل أن تفكر بالتوجه إلى مناطق النظام، مشيراً إلى أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى ظهور حالات وفاة نتيجة الجوع.
ووجه المتحدث باسم “مخيم الركبان”، نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان بالتحرك الفوري للتخفيف من معاناة المحاصرين، وإيجاد حلول سريعة لوضعهم، وعدم حصر ملف الركبان بين النظام وروسيا فقط.
وفي وقت سابق رأى “الهميلي” أن غاية الروس من إعلان فتح المعابر هي كسب الرأي العام ولتكون ذريعة للهجوم على المخيم، بحجة أن الرافضين للخروج هم “إرهابيون”، مشدداً على “أن أي حديث عن فتح معابر إنسانية يجب أن يكون تحت حماية ورعاية دولية وباتجاه الشمال السوري إن كان ولا بد من تهجير السكان”.
يذكر أن روسيا أعلنت قبل أيام عن افتتاح معبرين إنسانيين لخروج المدنيين من “الركبان”، موضحة أن موقع المعبرين سيكون في بلدتي “جليب وجبل الغراب”.