قصة المثل:
في قديم الزمان كان هناك خبازٌ كبيرٌ في السن لديه صانعٌ شاب كان محطّ ثقةٍ للخباز العجوز.
ولما تقدم بالخباز العجوز العمر قال للصانع الشاب: يا بُنّي لقد كبرت ولم أعد قادراً على إدارة المخبز وأريد منك استلام العمل بذمة وأمانة فلكلٍ من أهل هذا الحي عائلة وهو بحاجة إلى كمية معينة من الخبز.
وأضاف الخباز للشاب: يا بني لا تسرف كي لا ينفذ القمح ولا يبقى عندك بقايا خبز واعمل لكل عائلةٍ على قدرها لا تزيد ولا تنقص رغيفاً واحداً
أمّا عنّي أنا فأنا أريد يومياً أربعة أرغفة أنا وزوجتي العجوز ومبارك عليك المخبز بما فيه.
بعد فترة من استلام المخبز أعاد الشاب حساباته في توزيع الخبز فقرر أن يزيد كمية الخبز
ووجد أنّ الخباز العجوز هو وزوجته لا يحتاجون إلا لرغيفين يومياً فأصبح يرسل لهما رغفين عوضاً عن 4 أرغفة .
وبعد فترة وبينما الشاب يجول في سوق الحي يريدُ شراءَ دجاجة استغرب أنّه لا يوجد في الحي أي دجاجة، فعاد ليزور الخباز العجوز الذي أصبح راقداً في الفراش لا يقوى على الحركة .
دخل عند الخباز المنزل لأول مرة في حياته ووجد زوجته العجوز تطعم دجاجةً واحدة وكان لديها قن كبير يتسع ل20 دجاجة
فقال لها ماهذا يا خالة؟ قالت : منذ 40 عاماً وأهل الحي يشترون من عندي الدجاج، ولكن كما ترى لا يوجد قمح في السوق ، وأنا أعتمد على الأرغفة التي ترسلها لنا فأجفف رغيفين وأدقّهما كل يوم للدجاج ، ونأكل أنا وزوجي رغيفين.
وحينما قلّ ما يأتيني من خبز لم يعد يكفينا مع الدجاج فأصبحت أقلّل من اطعامهم حتّى بدأ عددهم يتناقص إلى دجاجة واحدة ادخرتها لنا فلا أستطيع بيع الدجاج للحي.
لقد حرمت أهل الحي من الدجاج من أجل حساباتك الخاطئة .. وقالت : ” أعطي الخباز خبزه لو أكل نصه “
وأصبح مثلاً يطلق للدلالة على ضرورة تصحيح الحسابات الخاطئة من قبل الأشخاص الغير مختصين.