اعتبر موقع “ذا هيل” الأمريكي، أن قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من سوريا سيؤدي إلى جعل نظيره الروسي فلاديمير بوتين صاحب النفوذ دون منازع في سوريا، إلى جانب النفوذ الإيراني والتركي، لكن تبقى هناك خطوط حمراء يحددها الكرملين.
وقالت “آنا بورشفسكايا”، زميلة في الموقع، في تقرير تولت “حلب اليوم” ترجمته إن روسيا بالكاد أخفت فرحتها من قرار ترامب، حيث وصفه بوتين بـ “الصائب”، كما رأت المتحدثة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” أن الانسحاب يخلق آفاقاً جيدة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا.
وطرحت “بورشفسكايا” سؤالاً عن الاستراتيجية التي ستعتمدها روسيا في سوريا، وللإجابة عادت بالأذهان إلى الحرب الشيشانية الثانية بين عامي 1999 و2009، وحينها أعلن بوتين الحرب على الشيشان بعد سلسلة تفجيرات استهدفت المدن الرئيسية الروسية، حيث خرج بوتين وكان رئيساً للوزراء وألقى اللوم على الشيشان.
وأشرف في ذاك الوقت بوتين على العملية العسكرية التي دمرت العاصمة “غروزني”، قبل أن تدخل موسكو بمفاوضات لتهدئة “الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا” التي طالبت بإجراء محادثات سلام رسمية.
وتضيف الزميلة “من أجل سحق نضال الشيشان الداعي للاستقلال، تجاهل بوتين وهمّش الشيشانيين المعتدلين والعلمانيين، ولم يسمح فعلياً سوى لجهة واحدة قام بدعمها بالمشاركة بالمفاوضات”.
وتشير “بورشفسكايا” إلى أنه “بعد اندلاع الحرب في سوريا اتبعت موسكو استراتيجية مماثلة حيث سعت إلى تهميش أي جماعات معارضة طالبت برحيل الأسد، وأشركت شخصيات معارضة مزيّفة مثل قدري جميل – وهو سياسي سوري لطالما حام حول سياسة نظام الأسد (وفقاً لـمركز كارنيغي للشرق الأوسط)، ورندا قسيس، وهي زعيمة حركة المجتمع التعددي التي دعمت علناً سياسة بوتين في سوريا وشاركت في تأسيس مركز الشؤون السياسية والخارجية الموالي للكرملين، أما خالد المحاميد، وهو عضو آخر في المعارضة السورية، فقد دعم علناً أهداف موسكو الرامية إلى إعادة فرض سيطرة الأسد على جميع أنحاء سوريا”. وفقاً للزميلة.
وترى الكاتبة أن الوضع السوري أكثر تعقيداً من الشيشان وسط وجود العديد من الجهات الفاعلة التي تسعى وراء مصالح مختلفة ومتنافسة في بعض الأحيان، ويبقى نجاح بوتين غير مضمون، مشيرةً إلى أنه في الشيشان نصّب الكرملين الزعيم الذي اختاره، بينما في سوريا لا يرى بديلاً عن الشخص الذي كان هناك منذ البداية.
وختم الموقع تقريره بالقول: “إن بوتين الذي كان يسعى إلى فرض نسخته من الدستور السوري منذ نيسان 2016 على الأقل، أصبح الآن في وضع أفضل يخوّله تطبيق النموذج الشيشاني في سوريا، وبعيداً عن الحل الحقيقي، بإمكان موسكو أن ترأس صراعاً من صنعها، ويكون استمراره لعدة سنوات مقبلة مضموناً في ظل إدارة بوتين”.
المصدر: ذا هيل