دعوات علنية لاعتناق المذهب الشيعي على مسمع ومرأى الناس، بمدينة الميادين شرقي دير الزور، في حرب من نوع آخر تشنها إيران داخل سوريا، تسمى اصطلاحاً بالحرب الناعمة.
شبكة ديرالزور أربعٌ وعشرون قالت إن المصلين في مدينة الميادين فوجئوا أثناء خروجهم من أحد المساجد، بوجود عدد من الأشخاص يدعونهم لاعتناق المذهب الشيعي، موضحة إن هذه الظاهرة هي الأولى من نوعها، ولم يسبق لأحد أن دعا لاعتناق المذهب الشيعي بهذا الوضوح من قبل.
الأمر أثار حالة استياء كبيرة بين الأهالي، خشية أن يكون ذلك بدايةَ عودةِ تنظيماتٍ متطرفة تدعمها إيران في المناطق السُّنّية، كما حدث في العراق، وهذا ما أكدت عليه صحيفة واشنطن بوست بقولها إن الميليشيات الشيعية الكبيرة المنتشرة في العراق والمسلحة على نحو جيد، هي الآن التي تدير المناطق السُّنّية في العراق.
وبحسب مراقبين فإن تلك الميليشيات تسعى إلى الدخول في المجال العقائدي، وتحقيق مكاسب اقتصادية على اختلاف تنوعها في العراق وسوريا، لتعويض ما خسرته أثناء قتالها إلى جانب نظام الأسد، لا سيما بعد إدراج معظم تلك الميليشيات على قوائم الإرهاب العالمية.
فيما قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية في تقرير لها، إنّ العمل مع جماعاتٍ غير نظامية سمح لطهران أن تُنمِّيَ عمقها الاستراتيجي، وتُعوِّضَ قصورها العسكري بممارسة نفوذها خارج حدودها، وتُوفِّرَ لها أيضاً إمكانية إنكارِ صلتها بالعمليات العسكرية، وتقليل تكاليف التدخل المباشِر.
وعوضًا عن التدخُّل المباشر، جهَّزت طهران قواتٍ شيعيةً غيرَ إيرانية، للقتال نيابةً عن نظام الأسد، وجنَّدت أعداداً ضخمة من المواطنين الشيعة في لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، بحسب التقرير ذاته، وهو ما يفسر السعيَ الإيراني لتشييع أكبر عدد ممكن من السوريين، لا سيما في المناطق السنية كمحافظة دير الزور.