شهدت قرية السكرية الواقعة بالقرب من تل الجابية في ريف درعا الغربي، حالات تسمم عديدة بين الأهالي، إثر تناولهم الفطر الطبيعي “البعل”، والذي ينمو عادة بعد العواصف الرعدية في المنطقة.
وقال مصدر من أهالي القرية، لمراسل حلب اليوم، إن عدد حالات التسمم وصل إلى خمس وعشرين حالة، توفى منهم ثلاثة أطفال حتى الآن، ودخل اثنان منهم في حالة خطرة، فيما تجاوز الباقون مرحلة الخطر على حد وصفه.
وأضاف المصدر، أن نوع الفطر الذي سبب التسمم مألوف لدى الأهالي، ويأكلون منه كل سنة في فصل الشتاء، مشيراً إلى أن حالات التسمم بسبب هذا النوع هي الأولى من نوعها.
وتابع المصدر أن الأعراض تبدأ بعد تناول الفطر بست إلى سبع ساعات، حيث يصيب المريض إسهال وإقياء شديدين، وقد يدخل المريض في غيبوبة لمدة 20 ساعة حتى الموت.
وقال مصدر طبي، شخص بعض الحالات التي أصيبت بالتسمم، إن الفطر سبب لدى المرضى حالة تسمى “التهاب الكبد الصاعق”، أدت إلى تلفان الكبد ووفاة المصابين.
وأكد الطبيب أن ذوي الضحايا أكدوا أن الفطر الذي تناوله المصابون، “نفسه الذي يأكلون منه كل سنة، لكن لم يحدث أي حالات تسمم في السنوات السابقة”.
وقال المصدر نقلاً عن عائلات ضحايا، إن بعض الأطباء في مستشفى الأطفال في العاصمة دمشق، رجحوا بأن نمو الفطر في منطقة تحوي مواد سامة أو كيميائية “كمخلفات القصف والحروب” هو ما جعل منه فطراً ساماً.
وشهدت منطقة تل الجابية والأراضي المحيطة به قصفاً جوياً وبرياً عنيفاً استمر قرابة خمسة أيام في آخر أيام الحملة العسكرية التي سبقت سقوط الجنوب السوري بيد قوات النظام المدعومة روسياً في شهر تموز الفائت، حيث تناوبت قاذفات القنابل الروسية بالإضافة لطائرات النظام السوري في قصف المنطقة بجميع أنواع القنابل، ومنها قنابل النابالم والفسفور الأبيض المحرمة دولياً.
ويعد جمع الفطر لدى أهالي ريف درعا الغربي إحدى الهوايات التي تمارسها شريحة من أهالي المنطقة في فصل الشتاء، حيث يخرج الأطفال والمزارعون بعد العواصف الرعدية إلى الأراضي الزراعية لجمع الفطر وطهوه في المنزل أو بيعه في الأسواق الشعبية، وتعد منطقة تل الجابية من أكثر المناطق ذات البيئة والتربة المناسبة لنمو الفطر ومقصداً لأهالي المنطقة لجمعه بكميات وفيرة.