انتشر في الآونة الأخيرة بين المراهقين في مناطق متفرقة من سوريا، ظاهرة شمّ مادة “لاصق الشعلة”، وذلك عبر وضعها في كيس بلاستيكي وإشعالها، واستنشاق الأبخرة الناجمة عن عملية الاحتراق.
ولاصق الشعلة، هو مادة كيميائية تستخدم كلاصق للأحذية وغيرها من المواد البلاستيكية والمطاطية، وتتميز برائحتها النفاذّة و تأثيرها السلبي الذي يصل إلى حد الإدمان.
وتتوفر هذه المادة في معظم المحال التجارية والمحال المتخصصة ببيع الدهان والديكور، مما يسهل عملية شرائها من قبل أي شخص دون تعرضه للمساءلة تجاه استخدامها.
وقال أحد الأطباء في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حماة، لمراسل حلب اليوم ياسر الحموي: “يتركب هذا اللاصق من مواد بترولية وكيميائية، وهي بعيدة كل البعد عن المواد الطبيعية، مما يسبب نفاذاً للأغشية المخاطيّة، التي تصل حتى النهايات العصبية الأنفيّة، وبالتالي إلى الدم ثم الدماغ” على حد قول الطبيب.
وأضاف الطبيب، أن إدمان شمّ هذه المواد “لا يقل خطورة عن المواد المخدرة المتعارف عليها طبّياً، إذ تعمل على تلف الأعصاب والهلوسات وإلحاق ضرر بالجملة العصبية في جسد المدمن، وإن كانت أخفّ إدماناً من المخدرات، إلا أن لها تأثير خطير على الصحة”.
وأكد مراسل حلب اليوم أن معظم من يتعاطون هذه المادة (استنشاقاً) تتراوح أعمارهم بين 11 عاماً و الـ 17 عاماً.
وأشار الطبيب، إلى أن الأطفال حينما يستنشقون هذه المادة، إنما يرغبون بالحصول على النشوة التي تسببها المخدرات، أو ربما رغبة منهم بتجربة شيء مثير.
ويرى الطبيب أن مواجهة هذه الظاهرة يتمثل في توعية الآباء لأبنائهم بخطورة هذه المادة، وتعريفهم باستخدامها الحقيقي.
وتعالج هذه الحالات كما تعالج حالات الإدمان على المخدرات، وتتطلب رعاية فائقة.